((تأثير السلام في حياتنا واستقرارها ))

((تأثير السلام في حياتنا واستقرارها ))

  • الإثنين 29 نوفمبر 2024
  • 10:19 AM

 

 

 

الملتقى / شيخة الدريبي 

السعوديه الشرقيه الإحساء 


السلام هو أساس استقرار الإنسان النفسي واطمئنانه ومن الحاجات الأساسية للإنسان كما المشرب والمأكل بالنسبة له فمن ينكر ذلك عليه أن يسترجع موقفاً كان يشعر فيه بالخوف وللسلام أهميّة كبيرة في حياة الأفراد والمجتمعات، وهو ما يجب أن تكون عليه العلاقات بينهم في الأساس فالأمان النفسي والسلام هما قاعدة هرم الحاجات االإنسانيّة وكل ما هو غيرهما يأتي بعدهما، وعند شعور الفرد بالسلام ينطلق ساعياً في مناكب الحياة والإبداع، ويسعى إلى تحقيق طموحه في بيئة آمنة لا يخشى فيها شيئاً، وذلك لأنّ دماغ الإنسان مجموعة من الخلايا تتأثر بطبيعة المحيط حوله، فإذا أحسّ بالطمأنينة والسلام عملت قدراته العقلية بتوازن وتنظيم، وإن كان العكس اضطرب وتشوّش ولم يستطع إنجاز ما عليه..

والسلام يعني بمفهومه اللغوي البسيط النجاة من كلّ ما لا يُرغب به من مشاكل واضطرابات، فالسلام هو مصطلح يعبّر عن الهدوء، والأمان النفسي والاستقرار اللازم للعيش في هذه الحياة وفق منهج طبيعي قد خلقنا الله تبعاً له وفطرنا عليه، والسلام مفهوم واسع يظهر في مواطن عدّة، وأسم من أسماء الله (السلام) وفي السلام تكون نهاية الصلاة وختامها، وبه يكون أداء التحيّة عند الدخول على مجلس وتحيّتهم، والسلام مهم أيضاً بالنسبة للمجتمع يؤثّر على حالات النزاع والحروب وعلى استقرارها وجميع جوانب الحياة فيها وجميع الديانات أوّلها دين الإسلام ملتزمه بالسلام، واعتبرته طبيعة منظّمة لعلاقات الأفراد فيما بينهم يقومون على أساسه باحترام أفكار ومبادئ بعضهم البعض، وقبول الآخر، وعدم التعدّي على حقوقه، فالناس وإن تعدّدت مذاهبهم، وأجناسهم، وأفكارهم هم بالنهاية اخوة في الإنسانية، تجمعهم مبادئ السلام، والتسامح، والحب، والرحمة، فليس هناك أكثر بشاعة من مجتمع تحكمه النزاعات وتسوده الصراعات..

السلام منعم القلوب بالطمأنينة وفيه  راحتنا النفسية وهو السلام الداخلي في نفوسنا والحبل المتين الذي يربطنا بغيرنا من بني البشر، وهو الأصل في العلاقات بين الأشخاص والمجتمعات الإنسانية وهو تشريعٌ إلهيٌ يحاكي الفطرة السليمة للإنسان، لأن الأصل في الحياة هو السلام، والبحث عن أسباب الأمن والاستقرار والرخاء، والبعد عن كل ما يؤدي للخراب والخوف في نفس الإنسان، ولا يشعرالإنسان بالخوف إلا إذاوجدت امور غير منسجمة مع نفسه وقلبه وروحه. والسلام يشعر القلوب بالطمأنينة ومن السهل أن يتميز القلب الذي يبحث عن السلام، فالمحب للسلام، محبُ للطمأنينة والسكينة والحب، وهذه أشياء ليس من الصعب أن تظهر على وجه محبها والساعي لإيجادها في الحياة، فالقلب الذي يذكرالسلام في امور حياته ينعم بالنور والإشراق والهدوء الروحاني، حتى يغدو وكأنه حمامة بيضاء تدعو للسلام، ...

والسلام هو أمان الفرد على النفس والمال، وهو درب الفرد إلى الإبداع وتحقيق التقدّم العلمي ومما يجعله أمراً ضرورياً لنماء المجتمعات وتطورها وازدهارها. علينا كبشر أن نحرص على تحقيق السلام ونشره، فأهميته على صعيد الأفراد والمجتمعات كبيرة لا يمكن لعقل تخيلها، حيث يكون ذلك باحترام اختلافاتنا المتعددة، وبالتسامح فيما بيننا، وبعدم التطرف والتعصب وعدم اللجوء إلى العنف في حل مشكلاتنا وتجاوزها، فكلنا بنو آدم، والاختلاف يجب ألّا يفسد ويشوّه إنسانيتنا.وسمّيت الجنة بدار السلام لأنها المثال الأسمى والأرقى للسلام، ففيها الراحة والاطمئنان والسكينة، فالقلب المليء بالسلام، والمفعم بحب السلام، يجعل وجه صاحبه منيرًا مشرقًا، وقلبه متميزًا ظاهرًا بين مئات القلوب. فالسلام رسالة إنسانية مرهفة تشيع الأمن والاطمئنان والرخاء في كل أرجاء الأرض،..

 

 

 

اشترك الآن في النشرة الإخبارية

نشرة اخبارية ترسل مباشرة لبريدك الإلكتروني يومياً

العوده للأعلي