((للأسف ؛ بعض الناس نواياهم لا تشبه أشكالهم))

((للأسف ؛ بعض الناس نواياهم لا تشبه أشكالهم))

  • الإثنين 29 نوفمبر 2024
  • 09:47 AM

 

 

الملتقى / شيخة الدريبي

لسعوديه الشرقيه الإحساء 

 

 

 

 أن الحديث عن النية بصفة عامة يطول إن لم نخصصه، بهدف إيضاح ما يمكن أن يترتب عليه واعتبارها قوة نابعة من نقاء الداخل، وأثراجميلا للتربية القائمة على كثير من الفضائل والقيم النبيلة. كما أن النية الصافية هي أساس الأعمال الصالحة والأفعال الحسنة والأقوال الصادقة، وهي قوة هامة للوصول إلى النجاح بخطط واضحة وتحقيق الأهداف دون طرق التحايل الملتوية، وتحويل الأهداف إلى إنجازات محققة بعيدا عن التملق والتصرف بصدق وأمانة وإخلاص.لذا على العاقل ان يختار أقواله وأفعاله وكل ما يصدر منه، في مختلف مجالات الحياة ويكون ظاهرا للعيان في تصرفاته لانه مسؤول لما يحدث في حياته من خير وشر ، فجميع عمالنا الظاهرة والباطنه أهمها النية، فنراها في السلوك، 

كما ان البشر يتصرفون وفق ما يحملونه من نوايا، وصدق القول وحسن العمل ورقي الأخلاق، ومنها ما يكون ملوثا بالنفاق وفساد النية وما يصدر من النفس السيئة فمن المستحيل أن يكون البشر على وتيرة واحدة فمنهم الطيب ومنهم السيء، لهذا نجد أن صاحب النية الصافية يعيش في هذه الحياة ويعامل الناس جميعا بالصدق قلبا وقالبا؛ سواء كانوا من الذين يستحقون تلك المعاملة أو كانوا ممن ليسوا أهلا لهذه المعاملة ويظل كذلك يظهرون له معامله طيبة بعكس ما تخفيه نواياهم؛ فتجدهم يتصنعون  الجانب الإيجابي، لكن في باطنهم عكس ذلك وتجدهم  لا يتوانون ولو للحظة حين تتاح لهم الفرصة لطعنه بكل قوة، أي أنهم يظهرون له الخير وهم يتصيدون له الشر، ويحملون في قلوبهم غلا ويحقدون عليه، لا لشيء إلا لأن جوهرهم الخبيث يأبى التعايش مع نقاء صاحب النية الصافية..

 النية الصافية إن طال الزمن أو قصر، الذي وضعها الله عز في علاه في قلوب النوايا الطيبه الحسنه فمن حرص على صفاء نيته رزق من الخير فوق ما يتمنى ولا تعتقد أن صفاء النية ضعفا، والحامل لها ساذجا أو مغفلا هناك خيط رفيع بين النية الصافية والسذاجة، فالأولى تعني نقاء الجوهر والتصرف بشفافية، أما السذاجة فإنها تشير إلى الغباء وهذا سهلا للخداع والمكر، وأن تكون صاحب نية صافية يعني أنك تحمل مبدأ إنسانيا راقيا تترفع به عن التمويه والخداع، فبنيتك الصافية تعطي الناس من بين يديها لا من خلفها، وتعامل الناس بنزاهة معاملة طيبة وإن قابلها السوء ستظل تتصرف بالمسامحة لا بالمقايضة، وهذا درب الأفاضل الذين لا تجد بين داخلهم وخارجهم أي تباين، وليكون عطاؤك في هذه الحياة خالص وفق مراد الله سبحانه وتعالى بصفاء النية،..

 لذا أعلم أن قوتك الحقيقية تكمن في مطابقة نقاء ما تخبئه في عمقك مع ما تظهره على سطحك .كما أن للنية الصافية طاقة مؤثرة في عالمنا لذا ضع نيتك الصافية أساس أقوالك وأفعالك، وسيتولى الله كل أمرك وسيرضيك حتما، ويمنحك أكثر مما كنت تتمناه، وتمسك بأصحاب النوايا الصافية لأنهم عملة نادرة، فالعالم مكتظ بأهل النوايا السيئة التي تمتلئ بالنفاق والزيف، ودع الأمر للمواقف فهي كفيلة بأن توضح لك أقوال وأفعال ومشاعر الآخرين تجاهك، وستدرك ولو بعد حين بأنه ليس كل قريب يتعامل معك بصدق، وليس كل كلام منمق يقال لك صادق من القلب، وليس كل من تصرف بالطيبة معك فهو يعبر على نصاعة نيته ..

 

 

 

اشترك الآن في النشرة الإخبارية

نشرة اخبارية ترسل مباشرة لبريدك الإلكتروني يومياً

العوده للأعلي