لا تسوّف وأنجز العمل الآن

لا تسوّف وأنجز العمل الآن

  • الإثنين 29 أغسطس 2024
  • 11:32 AM

 

 

بقلم / عبدالرحمن بن عبدالله اللعبون 

 

يقصد بالتسويف تأجيل عمل ما يجب إنجازه بقصد وعلى سبيل الاعتياد، ويعرَّف التسويف بأنه عادة تكون موجودة لدى البعض أكثر من غيرهم حين يعمد شخص ما إلى تأجيل المهام والواجبات العاجلة بينما هو يستطيع إنجازها فعلاً إذا ما أراد ذلك، وهو كذلك تقديم ماله أولوية تالية على ما له أولوية عالية، والخطوة الاولى على طريق التخلص من التسويف أو التخفيف منه هي الاعتراف به، ومعرفة ما يقود إليه من فرص كثيرة يؤدي التفريط بها إلى خسائر صحية ونفسية واجتماعية ومادية وزمنية، قال أحد السلف:

أنذرتكم (سوف) فإنها من جند إبليس.
وعاجزُ الرأي مِضياعٌ لفرصتِهِ   . 
حتى إذا فات أمرٌ عاتبَ القَدَرا
ومن أهم أسباب التسويف عدم وضوح المطلوب، وعدم وجود أولويات، مع نقص المعرفة، وانفلات الانضباط الذاتي.


أما صفات المسوّفين فيمكن أن نتبينها بوضوح بعدة أمور منها البحث عن أسباب وأعذار في حالة عدم انجاز المهام، والقيام بالعمل في اللحظات الأخيرة، مع الاستجابة للمقاطعات والأزمات دون التفكير فيها وبمدى تأثيرها على أحقية إنجاز العمل الحالي، وكذلك الإهمال في تقديم الواجبات المهمة، والشعور بالتعب والقلق عند البدء بإنجاز المهام الصعبة، ومن علامات المسوفين أيضا البدء بعمل جديد دون إنهاء العمل السابق.


التسويف أمر واقع في حياتنا العملية وهناك ما يمكن أن نعالجه به، ومن ذلك: 
أن تكون فاهماً لتكوينك النفسي، وتتعرّف على أسباب التسويف، وأن تسأل نفسك ما هي عواقب عدم البدء أو عدم اكمال المهمة، فتتبين مغبة ذلك والخسران الذي ستجنيه، ومن المفيد جدا حتى لا تتوقف في منتصف الطريق وتؤجل أعمالك وتسوفها أن تقوم بتقسيم المهمة الى أجزاء صغيرة، وهو ما يسمى عند أهل الاختصاص كيف تستطيع النملة أكل الفيل.


قوة الإرادة والنشاط وعدم التهاون مع النفس عوامل أساسية وليست صعبة للقضاء على التسويف، مع تحديد الأولويات، والتخلص من مثبطات الهمم، والحرص على صحبة الجادين والمتفوقين، وبداية حدد ميول التسويف لديك، وتحدّى أعذارك بقوة، وجابه الأمر بوضع مجموعة واقعية من الأهداف قصيرة المدى، وحدد مواعيد لإنجازها، وأبرم عقداً مع ذاتك وحدد فيه هدفاً ومكافأة، وأخبر الاخرين بالتزامك بالمهمة، نظّم نفسك للبدء قبل 15 دقيقة من البدء الفعلي في المهمة (علق لوحة، أغلق الباب، نظّف طاولتك، أكتب ملاحظة لنفسك)، واتبع روتيناً بأن تجدول المهام المنتظمة في أوقات منتظمة، جزّئ المهمة إلى مهام أصغر؛ مهام أكثر قابلية للعمل والإنجاز، وابدأ بالمهمة الأولى، ووفّر البرهان الواضح على تقدّمك في سير العمل من خلال تسجيل ذلك على لوح، واسأل من حولك من الزملاء المساعدة والتعزيز، وإذا جاءتك فكرة فاكتبها على أي ورقة، فإن تأجيل الكتابة يعني صرف النظر تماما عن هذه الأفكار، فالعقل الباطن عجيب يعطينا الحلول المناسبة في غير أوقات التفكير في المشكلة، فلربما مر في حياتك أن جاءتك الحلول الرائعة في لحظة استرخاء قبل المشي، أو بعد النوم أو في اثناء المشي.


وختاما تذكّر أن التسويف يقضى على الطموح، فخذ نفسك بالحزم، واعلم التأجيل والتباطئ في وضع خططك وأفكارك يعوقها عن أن تكون موضع التنفيذ.

 

 

اشترك الآن في النشرة الإخبارية

نشرة اخبارية ترسل مباشرة لبريدك الإلكتروني يومياً

العوده للأعلي