الملتقى / شيخه الدريبي
السعودية الشرقية
هل فكرت لحظة وتمنيت أن تملك الشجاعة لترك كل شيء خلفك وتهرب وتهجر كل ما بنيته مهما كانت قراراتك التي اتخذتهاغالبًا ما نرتب حياتنا على نمط ونعتقد أن اختيارنا هو الصح ولكن هل فعلاً قراراتنا نابعة من رغبتنا أم لأسباب نجهلهااو نتغافل عنها قد تكون إرادة الأنسان هي السبب خلف مانشعر به من الهوس، فبعض القرارات لن تحسن ألاوضاع بل تزيدها سوءًا. وهي الفكرة التي حيرت أيضًا العديد من المفكرين عندما نؤكد أن الحرية هي الدافع لمختلف قراراتنا، فإننا نعيش الكذبة ونصدقها بفضل توقعاتنا وبعض ألاستدلالات التي تعزز شعورنا بالحرية، وهو شعور يصاحب كل أفعالنا تلقائيًّا.وقد يكون نابع من إرادتنا. لكن في الواقع، هناك نوعان من الأفعال الاول خاضع لإرادتنا والآخر مستقل عنها. فـأنا مثلاً أستطيع أن أصرخ، وأقرر فجأة أن أصمت. أو يمكنني أن أرفع يديّ وأضعها. أستمر في كتابة هذه السطور، أو أتوقف عن ذلك. كما تستطيع أنت التوقف متى شئت عن قراءة هذا المقال. هذه أفعال نريدها. ولكن عندما يكون هناك شخص ما بقربنا فإننا عادة ما نراعي وجوده، ونتصرف بناء على ذلك فلو وقعت في مشكله في مكان ما مؤكد سوف تهرب منه مع بقية الناس، هذه أفعال خارجه عن إلاراده وهذا شعور طبيعي، ولا أحد يستطيع إقناعنا ولكن في الواقع، نحن بأعمالنا هذه نقوم بما هو حتمي، ونشارك في حياكة نسيج الحياة الإنسانية، وهذا مقدّر علينا ولا يمكننا تفاديه.كذلك مؤثره في نمط حياتنا وتفكيرنا ومن الممكن ان يتغير مع توالي الأحداث ونبرر أفعالنا وننظر لبعض الامور بتفاهة وقد نشفق على انسان يعيش معظم حياته بصورة مثالية ويقتفي أثر الآخرين ويهتم بآرائهم، ويصبو إلى مكانة اجتماعية مرموقة وسطهم، متجاهلاً ما يريده هو حقًا، وفي لحظة ما، يصبح غير مدرك تمامًا هل يعيش لنفسه أم للآخرين. رغم الشكوك والتساؤلات والشتات التي عانى منها ولم يتجرأ الاعتراف لنفسه بالحقيقة. وهذا بالضبط ما يعيشه كل إنسان ولا سيما الإنسان المعاصر صراع داخلي وشعور بالفشل والخذلان وماهي ردود فعل المحيطين به قد يقبل كثير من الانتقادات والرفض، بل والشماتة وتكتشف أنك كنت تعيش في وهم مرعب، وتجاهد للحفاظ عليه وبعد تأمل تدرك شيئًا جوهريًّا، وهو أن تتعلم متى تتوقف فالبعض منا يعيش في وهم عند اختيار قراراته،وأنه حر في اتخاذها، ولكن في الواقع،الإنسان مجبر في نواحٍ عديدة من حياته على التأثر والارتباط بالآخرين.وهناك رابطة تشدنا إلى بعض الأشخاص هي أقوى الروابط وأعسرها زوالاً وأثقلهاوأبقاها إنها رابطة السلطة. والسلطة بمعناها الحقيقي ليست إلا خضوع يخضعه المرء لشخص ما لماذا نتخذ قراراتنا بناءً على رغبت الاخرين وإرضائهم فكّر جيدًا وتعلّم متى يجب أن تتوقف قبل فوات الآوان ..