الملتقى / شيخه الدريبي
السعوديه - الشرقيه
(كل يرى الناس بعين طبعه) يعني أن كل شخص يفسر أفعال الآخرين ويحكم عليها بناءً على أخلاقه ومعتقداته وشخصيته فالشخص الطيب يرى الناس طيبين مثله، بينما يرى الشخص السيء أو الخبيث الآخرين سيئين مثله وصاحب القلب النقي يرى الآخرين أنقياء، وصاحب النوايا السيئة يرى الناس على أنهم سيئون مثله ويرسم صورة للآخرين في ذهنه مثل شعبي قديم. والمعنى يميل إلى رؤية الآخرين من خلال قيمه وشخصيته الداخلية فعلينا توسيع آفاقنا وجعل رؤيتنا غير محدودة. فإدراكنا هي العدسة التي نرى من خلالها العالم عقولنا مصممة لرؤية كل ما يُمكنها رؤيته، وليس فقط ما نريد أن نراه و نبحث عنه المهم نكون صادقين الحقيقة أن الإنسان يرى دائماً بمنظوره الخاص لكل شيء حوله، ولا يلاحظ ولا يعي الشيء الذي لا يعلمه أو لا يدركه.فكل الناس ترى الناس بعين طبعها ، او عين ما أدركته فهو ليس مقتصراً على الشعور السلبي أو الإيجابي بل هو ممتد لنظرة الحياة والوعي والإدراك للحياة والأمور التي تحدث من حوله بقدر ما هو خير مزروع في داخله ..
فالإنسان إذا كان داخله خير ومحبة فـسوف يظهر الخير والمحبة كذلك حب الأهل والاقارب وإذا كان داخله شر وحقد فـسيظهر شره وحقد على الأهل والأقارب لذلك المقولة تشير إلى أن طريقة تفكيرك هي التي تحدد رؤيتك للآخرين فإذا كنت صادقًا، فسترى الناس صادقون، وإذا كنت ماكرًا، فستراهم ماكرين لا تتوقع من شخص سيء أن يراك جيدًا ولا الخبيث يراك نقيًا، ولا البخيل يراك كريمًا، لأن كل شخص يرى الآخرين بمنظور طبيعته الخاصة (كل إناء بما فيه ينضح) ويمكن أن ينظر إليها على أنها رؤية الحياة نفسها بعين ( استحقاق )الشخص، فمن يرى الحياة كألم يعيشها كذلك، ومن يراها كجمال يعيش السعادة. غالشخص ينظر إلى الآخرين من خلال "توهُّمِه" الخاص، كما قال المتنبي : (إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونهُ وصدّق ما يعتاده من توهُم) فلا تنتظر من الماكر ٲن يراك نقياً، ولا من الشرير طيبا.ولا من القاسي ٲن يراك رحيماً، ولا من الحقود أن يراك راضيًا..