الملتقى / شوقي بن سالم ياوزير
هذا هو الجزء الثالث والأخير من حلقة الاستعداد للفرص.
5- السلطان محمد الفاتح يتحين الفرصة للهجوم على أسوار القسطنطينية:
عرض السلطان محمد الفاتح على إمبراطور القسطنطينية أن يسلمها كي لا تصاب بأذى ولا يحل بالأهالي النكبات، وتعهد السلطان بحماية العقائد وإقامة الشعائر، فرفض الإمبراطور ذلك، فقام السلطان بمحاصرة المدينة من الجانب الغربي من البر بجنود يزيد عددهم على مائتين وخمسين ألف مقاتل، ومن جهة البحر بمائة وثمانين سفينة بحرية، وأقام المدافع حول الموقع، كما قام السلطان بنقل سبعين سفينة حربية إلى القرن الذهبي على ألواح خشبية مسافة تقرب من عشرة كيلومترات، وبهذا أحكم الحصار على القسطنطينية. وبدأ الحصار يوم الجمعة السادس والعشرين من شهر ربيع الأول وأخذ السلطان محمد الفاتح يتحين الفرصة للهجوم الكبير على المدينة بعد أن أجهد المدافعين عنها. فعند الساعة الواحدة بعد منتصف الليل الثلاثاء 20 جمادى الأولى سنة 857هـ، الموافق 29 مايو 1435م، بدأ الهجوم العام على المدينة، وانطلق المهاجمون وتسلقوا الأسوار وتمكنوا من اقتحام الأسوار والاستيلاء على بعض الأبراج والقضاء على المدافعين في باب أدرنة، ورفعت الأعلام العثمانية عليها، وتدفق الجنود العثمانيون نحو المدينة من تلك المنطقة، وقتل قسطنطين ثم دخل السلطان كنيسة آيا صوفيا، فأمر المؤذن أن يؤذن للصلاة وحولها إلى مسجد، وأطلق على القسطنطينية اسم إستنبول وهي تعني مدينة الإسلام، وبهذا يتحقق حديث النبي صلى الله عليه وسلم (لتفتحن القسطنطينية على يد رجل، فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش) رواه الإمام أحمد في مسنده ، وبهذا الفتح استحق السلطان محمد بن مراد لقب الفاتح بحق، فجزاه الله خيرا وغفر له.
6- صنجيل الفرنجي يتحين الفرصة لدخول طرابلس :
أقام صنجيل الفرنجي (ملك مدينة جبلة) على طرابلس يحاصرها فبنى بالقرب منها حصناً، وبنى تحته ربضاً، وأقام مراصد لها، يتحين الفرصة لدخولها عام 499 هـ (1105م) فخرج صاحب طرابلس، فأحرق ربضه، ووقف صنجيل على بعض سقوفه المتحرقة، فانخسف بهم، فمرض صنجيل من ذلك عشرة أيام ومات، وحمل إلى القدس فدفن فيه.
7- المسلمون في بلاد الشام يتحينون الفرصة لينالوا من الصليبين:
لما احتل الصليبيون بلاد الشام عام 497هـ أخذ المسلمون في بلاد الشام يتحينون الفرصة لينالوا من الصليبين في سبيل إخراجهم من البلاد ودفاعاً عن عقائدهم ومقدساتهم التي كان الصليبيون ينتهكونها .
8-(أم شمس الملوك) تتحين الفرصة لقتل ابنها إسماعيل بن بوري والتخلص من شره:
لما ركب إسماعيل بن بوري صاحب دمشق طريقاً شنيعاً من الظلم ومصادرات العمال وغيرهم من أعمال البلد، وبالغ في العقوبات لاستخراج الأموال، ثم ظهر عنه أنه كاتب عماد الدين زنكي يسلم إليه دمشق ويحثه على سرعة الوصول أخذت أمه (أم شمس الملوك ) تتحين الفرصة لقتله والتخلص من شره ربيع الآخر من عام 529هـ (1135م) فلما كان في الخلوة من غلمانه، ورأته على ذلك أمرت غلمانها بقتله فقتل، وأمرت بإلقائه في موضع من الدار ليشاهده غلمانه وأصحابه، فلما رأوه قتيلاً سروا لمصرعه وبالراحة من شره.
9- الإفرنج يعدون العدة ويحشدون الفارس والراجل ويجتمعون في الكرك متحينين الفرصة للنيل من صلاح الدين لما سمعوا بمسيره من مصر إلى الشام:
فتح المسلمون بالشام 578هـ شقيفاً من الفرنج، يعرف بحبس جلدك، وهو من أعمال طبرية، فتحه لما سمع الفرنج بمسير صلاح الدين من مصر إلى الشام جمعوا له، وحشدوا الفارس والراجل، واجتمعوا بالكرك بالقرب من الطريق، يتحينون الفرصة للانقضاض عليه، فلما فعلوا ذلك خلت بلادهم من ناحية الشام، فسمع فرخشاه الخبر، فانتهز هذه الفرصة وقصد بلاد الفرنج وأغار عليها، ونهب دبورية وما يجاورها من القرى، وأسر الرجال وقتل فيهم وأكثر وسبى النساء، وغنم الأموال وفتح منهم الشقيف.
وإلى لقاء في فرصة قادمة إن شاء الله
للتواصل bawazeer8269@gmail.com