الملتقى / شوقي بن سالم باوزير
(البيتان من أبيات الحكمة المشهورة والمختلف في نسبتها لصاحبها؛ فقد نسبا للإمام الشافعي رحمه الله في ديوانه المنسوب إليه (77). وعزاهما صاحب "غرز الخصائص" (303) لأبي الفرج ابن هند. وفي "محاضرات الأدباء" (1/221) دون عزو).
الحياة .. فرص.. وفرصتك الآن هي الحياة
أنماط الناس في التعامل مع الفرص بأنفسهم (ب)
تحدثنا في المقال السابق عن أنماط الناس في التعامل مع الفرص بأنفسهم وذكرنا منها أربعة أنماط وهي :
النمط الأول :المنتهزون للفرص
النمط الثاني: المبادرون لاغتنام الفرص
النمط الثالث: الباحثون والمفتشون عن الفرص
النمط الرابع: صناع الفرص
نكمل اليوم حديثنا عن أنماط الناس في التعامل مع الفرص :
النمط الخامس: المتفائلون
وهم قسمان :
(أ) المطورون للفرص المتاحة أمامهم
يقول (بروس بارتون) : " الرجال الأكثر نجاحا لم يحققوا التميز من خلال وجود بعض المواهب الجديدة أو الفرص التي أتيحت لهم، بل من خلال تطويرهم للفرصة التي كانت في متناول أيديهم".
(ب) الباحثون عن الجيد في الرديء
إن المرء الإيجابي لا يقف جهده عند صناعة الفرص فحسب، بل يبحث في المواقف السيئة ومن بين الصور المظلمة يبحث عن النور والضياء، إنه حين تحل المحن والنكبات، وحين يتشاءم الناس مما أمامهم يتلمس الصور المشرقة، ويبحث عن الثغرات ليستثمر الواقع الجديد كفرصة سانحة.
ويقول (ونستون تشرشل): "المتشائم يرى الصعوبة في كل فرصة، والمتفائل يرى الفرص في كل صعوبة".
ويقول (بيرنارد بيفوت ): "المتشائم هو من يصنع من فُرَصه صعوبات، والمتفائل هو من يصنع من صعوباته فرص".
دعنا نضرب لذلك مثلا .. حين يقع الابن في معصية أو مصيبة ينتهزها والده العاقل كفرصة يستثمرها لتكون منطلقا لنصحه وإصلاحه. ومهما كانت الأحوال سيئة ومظلمة، فالأوضاع الجديدة تحمل في طياتها العديد من الفرص التي يمكن أن يستثمرها العقلاء. ولو لم يأتِ فيها إلا أن الفرج مع الكرب، والنصر مع الشدة، واليسر مع العسر. قال الشاعر (محمد بن إبراهيم رحمه الله) :
إذا اشتملت على اليأس القلوب وضاق لما به الصدر الرحيب
وأوطأت المكاره واطمأنت وأرست في أماكنها الخطوب
ولم تر لانكشاف الضر وجها ولا أغنى بحيلته الأريب
أتاك على قنوط منك غوث يمن به اللطيف المستجيب
وكل الحادثات إذا تناهت فموصول بها الفرج القريب
وقال الشافعي رحمه الله :
ولرب نازلة يضيق بــها الفتى ذرعا وعند الله منها المخـرج
كملت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكان يظنها لا تفـرج .
النمط السادس: الزاهدون في الفرص :
هؤلاء أناس يصفون أنفسهم بأنهم ينتظرون الفرص ، وقد يكونون كذلك، إلا أنهم لا يفعلون شيئا إذا سنحت لهم. والسبب في ذلك أنهم أصحاب عقول فقيرة.
يقول الملياردير الصيني (جاك ما) صاحب موقع alibaba :
أسوأ ناس تتعامل معهم هم ذوي العقول الفقيرة.
- أعطهم شيئا مجاناً سيقولون هذا فخ !
- أعطهم فرصة مشروع برأس مال قليل سيقولون انه ليس بمشروع حقيقي و لن يدر عائدا كبيرا
- أعطهم فرصة مشروع برأس مال كبير؛سيقولون ليس لديهم المال الكافي لاستغلال الفرصة.
- وإذا قلت لهم جربوا شيئا جديدا سيقولون ليس لديهم خبرة.
- وإذا قلت لهم جربوا تجارة تقليدية فسيقولون إنها صعبة وليس لديهم وقت كاف لها.
- وإذا أعطيتهم فرصة تجارة إلكترونية سيقولون إنها هرمية وأفكار وهمية .
في الواقع هم يفكرون أكثر من تفكير بروفسور جامعي وينتجون لأنفسهم أقل من شخص أعمى.
فقط اسألهم، ما إذا بإستطاعتكم فعل شيء جديد ومختلف غداً لتحسين وضعكم؟
سيجيبون لا نعلم ..
ذوي العقول الفقيرة يفشلون بسبب شيء واحد، لأن حياتهم عبارة عن انتظار !
ينتظرون الفرص و لكن لا يخوضون في أي تجربة طوال حياتهم ..
للتواصل BAWAZEER8269@GMAIL.COM
إلى اللقاء في فرصة قادمة إن شاء الله