أم الصقور

 أم الصقور

  • الخميس 11 ديسمبر 2025
  • 07:55 AM

 

الملتقى /  رياض العوام 

في أطراف مدينة يغمرها ضوء الفجر، كانت تعيش أم عبدالعزيز، امرأة لا يشبهها أحد. ملامحها هادئة، وقلبها عامر بالتفاؤل مهما اشتدت عليها الأيام. عرفها أهل الحيّ بأنها المرأة التي تبتسم حتى في أقسى الظروف، فهي تؤمن أن الله لا يضيق بابًا إلا ليفتح أبوابًا أوسع.

رزقها الله ثلاثة أبناء كانت تسميهم دائمًا:
“صقوري الثلاثة”
لأن كل واحد منهم يحمل قوة مختلفة:
    •    الأول… شجاع لا يخاف من شيء،
    •    الثاني… حكيم لا يتعجل،
    •    الثالث… طموح لا يعرف حدودًا.

أما ابنتها الوحيدة، فكانت تقول عنها بفخر:
“هذي شيهانتي… هدوءها جمال، وثباتها هيبة.”

كبر الأبناء وهم يرون في أمهم المعلمة الأولى، امرأة تعبت في تربية أولادها ولكنها لم تفقد يومًا روحها المتفائلة. كانت تخبئ وجعها بابتسامة، وتحتضنهم عندما يخطئون، وتقول دومًا:

“إذا طاح الصقر قام… وإذا ضاقت بنا الدنيا ربنا أوسع.”

كانت تربيهم على الكرامة، والمحبة، وحسن الخلق. كل مساء تجمعهم حولها وتقص عليهم قصصًا من زمن الآباء والأجداد، تعلمهم أن الطير ما يطير إلا بجناحين، والإنسان ما يعلو إلا بالأخلاق والدعاء.

ومع الأيام…
كبرت صقورها الثلاثة، وعلت هممهم، وكل منهم صار قطعة من قلبها تطير في سماء المستقبل.
وكبرت شيهانتها، فغدت مثل أمها: رقيقة الروح، قوية الحضور، جميلة في طباعها وقدرتها على الصبر.

كانت أم عبدالعزيز كلما رأت أبناءها أمامها، تقول في قلبها:

“يا رب… كما جعلتني أمًا لصقور وشيهانة، اجعل لهم في السماء رزقًا، وفي الأرض بركة، وفي قلبي دائمًا فرح.”

وظلت … رغم متاعب الحياة …
أمًا مكافحة، متفائلة، تعلّم أبناءها أن الطير لو عرف قدر جناحه… ما هاب السماء يوم.

اشترك الآن في النشرة الإخبارية

نشرة اخبارية ترسل مباشرة لبريدك الإلكتروني يومياً

العوده للأعلي