الملتقى / أمل منصور المسروريه
سلطنة عمان __ جعلان بني بو حسن
أُقلِّبُ الصفحاتِ كلَّما اتَّسعَ ليَ الوقتُ للقراءةِ ، فأجدُ أكثرَ الأفكارِ تشابهًا بينَ الكتبِ ، ولكنْ قالبُ تقديمها يختلفُ عمَّا قبله ، وإليكَ أنتَ الفاحصُ حريةَ اختيارِ المحتوى الذي يلائمَ نمطك لئلَّا تمِلَّ من التصفُّح أو الاستماعِ لكتبٍ مسموعةٍ إنْ شغلكَ شاغلٌ ، تخلَّلَ ماءُ الفلجِ بين أناملي بعذوبتِهِ وصفائهِ ، بينما أتجولُ كعادتي صباحًا بين مروجٍ خضراءَ زرعها والدي وإخوتي ، واضعةً السماعةُ في أُذُني وملكةُالتركيزِ عاليةٌ حينما سمعتُ الدكتور مصطفى محمود يقولُ كلامًا رائعًا لم يصادفني من قبل ، ولكنَّ حدسي أشعرني بأنهُ موجودٌ حينما يتساءلُ الناسُ عن سببِ حبنا للبعض ونفورِنا من بعضهم للوهلةِ الأولى رغم أننا لم نتعرَّفْ عليهم بعد ، فأخذَ يقول حديثًا مفادُهُ أن ثمةَ هالةٍ من الإشعاعات تُحيطُ بكلِّ شخصٍ منا حسبَ مرتبته وشفافيته ، وهذه الهالةُ يحسها كلُّ من يُقابلنا ، فبعضهم تُحيطُ به هالةٌ بلونٍ بنفسجي غامق وهذا ينبؤُ عن كميةِ الحقدِ والعدوانيةِ التي يتسمُّ بها هذا الإنسان ، وهالةٌ باللونِ الأحمرِ والتي تُنبِؤ عن شدةِ الغضبِ والانفعالِ الذي يُحيطُ بصاحبهِ ؛لذا تجد نفسك تنفُرُ منهم ، أما عباد الله الأصفياء ومِمَّن يحبهُمْ الرحمن تُحيطُ بهم هالةٌ ذهبيةٌ ؛لذا تنجذبُ إليهم قبل أن ينبسوا ببنتِ شفه ، وقد أُجريت تجاربٌ علميةٌ لبعضٍ منهم وأثبتت صحةُ التجربة ، سبحان الله حبُّ الرحمن لأوليائه أعظمَ حبٍّ في الوجود ، فإن أحبك الله فلا تخشَ ولا تسعَ لإثباتِ ذلك....