الملتقى / شوقي سالم باوزير
(الـــأربعون) والمبدعون
قبل أن نبدأ حديثنا عن (الأربعين) للمرة الرابعة والعشرين؛ ما زلت أقول: : "لا يمكن أن نسبغ على العدد ( أربعين) بعدًا دينيا بأي حال من الأحوال .. ولكن العدد ( أربعين) يشكل ظاهرة ما؛ الله أعلم بمراده منها" .
والآن .. ماذا عن المبدعين وعلاقتهم بهذا الرقم العجيب ؟
يبدو أنّ لسن الــ 40 شأنًا مع المبدعين خاصة الشعراء، الذين كتبوا في مرحلة الــ 40 من الشعر الكثير؛ فهذا الشاعر “جميل حمادة” كتب نصاً بمناسبة بلوغه الــ 40 . كان نصاً جميلاً تتبع خطوط الشيب والعثرات.. ليتبعه حديث عن (الأربعينات) كتبها شعراء آخرون. الــ 40 ليست شيئاً عادياً..
وهذا شاعر الشباب الليبي علي صدقي عبدالقادر يقول حينما بلغ الــ 40 : أحببت كل سنوات عمري، وعشتها بسعادة حتى في لحظات الحزن.. وسأعيش الــ 40 بذات الحب.. وقال : اضبطوا ساعاتكم، لنلتقي بعد مليون سنة!!!
ويذكر الأديب عبد الله بن فيصل الأهدل أنّ الكاتب والأديب مصطفى المنفلوطي قال حينما بلغ عمره الــ 40 عاما: (لقد بلغت قمة الهِرَم ثم إني بدأت الآن في النزول ولا أدري هل سأنزل بهدوء أم تتعثر بي الطريق فأسقط إلى السفح إلى مأواي الأخير إلى القبر) . ثم ذكر طرفاً مما كان يتمناه في صباه وأمنياته التي كان يحلم بها في صباه، ثم قال:( وليس لي الآن ما أتمنى من تلك الأماني إلا أني علمت أني أعد العدة وأستقر لهذا السن القابل وأستقر لمقري الأخير ومقري الأخير ألا وهو القبر).
وهذا الذي قاله الأديب المنفلوطي(وكان متأثراً بتربيته الدينية الأزهرية) هو الذي دلت عليه دلائل الكتاب والسنة وأن هذا السن هو الذي ينبغي على الإنسان بعده أن يعزم التوبة الصادقة وإن كانت مطلوبة في كل وقت، ولكن في هذا السن آكد. فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (أعمار أمتي بين الستين والسبعين وقل من يجوز ذلك). فبإجراء عملية حسابية يسيرة يتبين لنا أن من جاوز الــ 40 فقد بدأت النهاية عنده فهو إعلان بدء النهاية فإن أعمار الأمة بين الستين والسبعين إن أطاله الله - عز وجل - وقل من يجوز ذلك.
وللحديث بقية إن شاء الله
والآن ..
هل لديك خبر عن سر الأربعين؟ للتواصل: BAWAZEER8269@GMAIL.COM