الملتقى / شوقي سالم باوزير

قلت في المقال (1) عن سر الأربعين:
"أمضيت أربعين شهرا أحمل هم هذا السر وأتصيد أفكاره وأقيد شوارده". 
 وها أنا ذا أستمر معكم لنستكشف معا سر هذه الظاهرة؛ فأقول:
أرجع بعض العلماء ظاهرة العدد (أربعين) إلى حديث ضعيف مشهور  وهو: عن أبي الدرداء قال : سئل رسول الله    : ما حد العلم الذي إذا بلغه الرجل كان فقيها ؟ فقال رسول الله    : "من حفظ على أمتي أربعين حديثا في أمر دينها بعثه الله فقيها وكنت له يوم القيامة شافعا وشهيدا". قال الألباني حديث ضعيف. وورد برواية أخرى فقال رسول الله    : "من حفظ على أمتي أربعين حديثا من سنتي، أدخلته يوم القيامة في شفاعتي" (رواه أبو سعيد الخدري المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو العدد: 8637 خلاصة حكم المحدث: صحيح . وإن كان قد ضعف هذا الحديث مع كثرة طرقة أئمة فحول، كالإمام ابن حجر، والإمام النووي والدارقطني قبلهما، ومن سواهم). 

وقال الإمام النووي رحمه الله تعالى عندما ألف كتابه (الأربعون النووية): " وهذا الحديث لا يصح من جميع طرقه، وإن كان أهل العلم يترخص بعضهم في الاحتجاج بمثل هذه الأحاديث في فضائل الأعمال، إلا أني إنما صنفت هذه الأربعين  (أي: الأربعين النووية) لحديث: « نضّر الله امرأ سمع مقالتي فأداها كما سمعها ». 

 ومن جهة أخرى فقد التمس بعض العلماء حججًا في التصنيف في الأربعين، وقالوا إنّ لهذا العدد تميزاً ، لِما ورد في ميقات موسى: ﴿ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ﴾، وفي قوله تعالى ﴿ حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ ﴾ . قال الإمام النووي -رحمه الله- : "من العلماء من جمع الأربعين في أصول الدين، وبعضهم في الفروع وبعضهم في الجهاد، وبعضهم في الزهد وبعضهم في الخطب، وكلها مقاصد صالحة، رضي الله عن قاصديها. و قد رأيت جمع أربعين أهم من هذا كله، وهي أربعون حديثاً مشتملةً على جميع ذلك (الأربعون النووية)" ا.هـ.

وتأسيًا بتلك الكوكبة من العلماء والمحدثين والفضلاء والمؤرخين سار على هذا النهج كثير من المؤلفين في القديم والحديث ، مع أنك ترى أنّ بعض من صنف في الأربعين زاد أو نقص عنها قليلا، ولا مشاحة في ذلك.. فحولها ندندن.
ربما يكون لديك تفسير لسر ( الأربعين) :bawazeer8269@gmail.com
للحديث بقية إن شاء الله.