الملتقى / شيخه الدريبي
السعودية الشرقية
يواجه الفرد في حياته الكثير من الضغوط والمشكلات التي يتوجب عليه حلها والتعامل معها،فالاستجابة الإيجابية لهذه المؤثرات تُمكّن الفرد من القدرة على التغلب عليها، ومنع سيطرة القلق والخوف والأحاسيس السلبية التي تؤثر على النفسية وتذبذب الاستقرار النفسي والتعاسة فالقدرة على التحكم السليم بالعوامل الخارجية التي تواجه الفرد أثناء تحقيقه لأهدافه تمدّه بالبناء السليم والصحة والراحة النفسية، وسلامة التوافُق النفسي والاجتماعي والشعور بالسعادة والتسامح تجاه الذات، وإعطائها حقها فالراحة النفسية هي الشعور بالسكينة الداخليةوالطمأنينة، كما أنها تفتح للفرد آفاقاً جديدة، وتتيح له الفرص الكثير لاكتساب الخبرات والمعارف المختلفة، وزيادة مستوى الوعي والاستقرار فالراحة النفسية تُعبّر عن النفس المطمئنة المتكاملة بسلوكها الفطري، فتظهر في الاستجابات السليمة والسويّة للفرد مع ذاته ومجتمعه سواء كانت المؤثرات مادية أومعنوية. وكما نعلم أن الراحة النفسية هي مطلب مهم للتعايش السليم للفرد مع نفسه ومع مجتمعه، فهناك بعض الامور تُساعد الفرد في الحصول على راحته النفسية واستقرارها واهمها الإقرار بالقدرات الممتلكة وحدود هذه القدرات، والرضى بها والسير في الحياة على أساسها فمن المهم ابتعاد الفرد عن تقليد من حوله بما لا يمكنه امتلاكه من قدرات مهاريّة، أو إمكانات أو كفاءات عالية لا تتناسب مع قدراته لأن ذلك سيقوده إلى الفشل والإحباط، عند مراقبة الآخرين وما يمتلكون فتعيش حالة من البؤس والتعاسة لعدم امتلاكه ما يملكه الآخرين لذلك عليك التعبير عن المشاعر الإيجابية تجاه الآخرين، وإبداء الحب والتعبير عنه في أي وقت واي مكان وزمان، فهذا التعبير يُضيف لدى الفرد مخزوناً من الحب عند الآخرين قد يحتاج له في حال تعرّضه لأي عارض، أو أزمة نفسية تجعله بحاجة لهذا المخزون..
كذلك ترسيخ الإيمان بالله وبالقضاء والقدر، وأداء جميع الفروض والابتعاد عن جميع النواهي، والتقرُّب إلى الله بالأعمال الصالحة، والسعي إلى كسب رضا الله، والمداومة على الأذكار، والاستغفار والأعمال الصالحة، واستشعار مراقبة الله في السر والعلن فكل ذلك يزرع في النفس البشرية الهدوء والطمأنينة والسعادة، والتصديق الكامل بأن كل ما يمر به الإنسان هو خير من عند الله. والاعتذار عند الوقوع في الخطأ والاعتراف به فإن ذلك يُعطي الفرد راحة وطمأنينة، ويُخرجه من دائرة تأنيب الضمير وجلد الذات، ويترك أثراً إيجابيّاً في نفوس الآخرين تجاهه، بالإضافة لنظرة الفرد تجاه نفسه. والتسامح والعفووالبعد عن البغضاء والكره، فهي أحاسيس تسلب الطاقة الإيجابية المتمثلة بالحب ليحلّ محلّها الكره والانتقام والابتعاد عن العادات السلبية، ومحاولة اكتساب عادات جديدة إيجابية تشعرك بالسعادة النفسية وتتصرف على النحو السليم والصحيح، بنظرة إيجابية تجاه الذات،فهذا يفيدك في ترسيخ الخصال السليمة. ومن المهم عدم ترقّب الأخبار السيئة، والعيش في حالة من الخوف من المجهول، والقلق الدائم من وقوع المصيبة، وبالتالي فإن أفكار الفرد تُسيره تجاه هذه المصيبة، بالإضافة إلى المزيد من التشاؤم المستمر، وفُقدان الراحة النفسية والسعادة. فبناء أساس نفسي متين تجاه الأفكار السلبية التي من شأنها أن تُزعزع الاستقرار النفسي والراحة النفسية للفرد، ومهم يساعد في تدريب الفرد وبنائه النفسي وإنكار شعور التعاسة والبؤس والقلق، وتوكيد مشاعر الأمل والسعادة والنجاح، والاستمتاع بكل ما هو جميل، وتجاهُل كل ما هو سيء.
وتحديد الفرد لهدفه في الحياة، والغاية التي يسعى إلى تحقيقها في تحديد سير حياته فالعيش بلا هدف يجعل من الفرد إنساناً ضائعاً بلا غاية واضحة، فيكون أكثر عرضة للقلق والخوف، وتخلخل الاستقرار النفسي.فتفاعلات الشخص مع نفسه ومجتمعه، تُضيف له السمات الشخصية السويّة، والاستجابات المتوازنة، وتظهر ثمرات الراحة النفسية عليه كالأخلاق الحسنة والوجه البشوش والبحث عن الحلال، والابتعاد عن الحرام،والتحلّي بالصفات السامية ويستطيع مواجهة الظروف الحياتية والتصدي للمشكلات وتحمل المسؤولية، و نتائجها والتكيُّف مع الظروف البيئية والخارجية، وإعطاء النفس حق قدرها، واحترامها وتقديرها، والشعور بالسعادة مع الآخرين ويتّضح ذلك من خلال التفاعل والتوافق الاجتماعي، والثقة المتبادلة للفرد مع الآخرين، وإمكانية تكوين الصداقات والعلاقات الاجتماعية السليمة ..