هل في الأربعين سر؟ (29)

 هل في الأربعين سر؟ (29)

  • الجمعة 24 يوليو 2025
  • 05:35 PM

 

الملتقى / شوقي سالم باوزير


نصائح قبل الــأربعين وحين بلوغ الأربعين  (1-3)

قلت سابقا : "لا يمكن أن نسبغ على العدد ( أربعين) بعدًا دينيا بأي حال من الأحوال .. ولكن العدد ( أربعين) يشكل ظاهرة ما؛ الله أعلم بمراده منها" .

نحن الآن مع المحطة التاسعة والعشرين في رحلتنا مع ( الأربعين).. محطة النصائح.. حيث تكثر النصائح قبل دخول المرء إلى أي مرحلة ، أو حين بلوغها . فما بين مجرب يعرض تجربته، وناصح صادق مبين، وبين مجتهد أو محلل أو مستنتج، وما بين حديث صحيح وآية محكمة يجمعان الهدى والنور للإنسان المسلم حينما يبلغ الــ 40  .. 

فمن النصائح لمن لم يبلغ الــ 40  بعد، ويرغب في تطوير ذاته، والحصول على درجة علمية أعلى ( ماجستير – دكتوراه) تقول النصيحة : خذ الماجستير أو  الدكتوراه  الآن قبل أن تمنعك الــ 40  منها! ذلك أنّ غالبية الأنظمة الجامعية الحكومية في الدول العربية تحدد سن الــ 40  للقبول أو للترشح لنيل الماجستير أو الدكتوراه!  (شروط التقدم للماجستير أو الدكتوراه أن لا يتجاوز عمر المتقدم الــ 40 !!). 

وهنا نصيحة تحدد مستقبل 40 سنة في الوظيفة.. عزيزي الطالب الجامعي: 
أربع سنوات دراسية (في الغالب)؛ تحدد مستقبل 40 سنة في الوظيفة !
-فمن تعب في أربع ارتاح في 40 ! ومن ضيّع في أربع ضاع في 40.

ومن النصائح الشرعية  لمن لم يبلغ بعد سن الأربعين: يقول العلماء : إذا بلغت الــ 40  فاستعد لما أمامك، فإنك إلى ضعف بعد قوة، وإلى القرب من دار الآخرة والرحيل من هذه الدار. والمرء إذا كان في شبابه يمكن أن يتعاطى العادات السيئة وهو مذموم بذلك وجسمه يتحمل ذلك كالتدخين و الإفراط في الطعام والسهر الكثير لكنه إذا بلغ هذا السن سن الــ 40  فإن جسمه لا يتحمل هذه التجاوزات.

والجميل في هذه السن هو هذا الدعاء الرائع: يقول الله تعالى : (وَوَصَّينَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيهِ إِحسَانًا حَمَلَتهُ أُمُّهُ كُرهًا وَوَضَعَتهُ كُرهًا وَحَملُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهرًا حَتَّىٓ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ 40 سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوزِعنِى أَن أَشكُرَ نِعمَتَكَ الَّتِى أَنعَمتَ عَلَىَّ وَعَلَى وَالِدَىَّ وَأَن أَعمَلَ صَالِحًا تَرضَاهُ وَأَصلِح لِى فِى ذُرِّيَّتِى إِنِّى تُبتُ إِلَيكَ وَإِنِّى مِنَ المُسلِمِينَ) الأحقاف – 15.

والأجمل هو النتيجة التي جاءت في الآية التالية: (أُولَٰٓئِكَ  ٱلَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَن سَيِّـَٔاتِهِمْ فِىٓ أَصْحَٰبِ ٱلْجَنَّةِ وَعْدَ ٱلصِّدْقِ ٱلَّذِى كَانُوا يُوعَدُونَ) الأحقاف – 16

ونصيحة أخرى وهي أنّ الــ 40  أوان السداد فاحذر ؛ قيل لمسروق (من أئمة التابعين):  متى يؤخذ الإنسان بذنبه؟ قال: إذا بلغ الــ 40  فليحذر وليتوقى والمعنى: أن الإنسان قد يكون في شبابه معافىً، ولكنه سيدفع فواتير هذه العافية وتلك المعاصي، سيدفع فواتيرها بعد الــ 40  أمراضاً ومصائب ثم يلقى الله - عز وجل - فإن طهر في الدنيا وإلا فسوف يطهر في الآخرة بالنار ـ أجارنا الله وإياكم من عذاب النار .

وأنت يا ابن الثلاثين وأنت يا ابن العشرين.. لا تظنن أنك في عافية من ذلك، فالموت يأتي بغتة والقبر صندوق العمل. ويقول ابن كثير رحمه الله عن ابن الــ 40  : ( ابن الــ 40  لا يتغير غالبا عما يكون عليه، وفي الــ 40  يتناهى العقل، ويكمل الفهم والحلم، وتقوى الحجة ).  وليس أدل على ذلك من أن الأنبياء بعثوا إلى أقوامهم بالرسالة بعد بلوغهم الــ 40  .

ونختم بهذه النصيحة : اختصر في سن الــ 40  ما يدركه صاحب الستين، يقول جاك كانفيلد:  عندمَا تبلغُ الثامنةَ عشرَة من عمُركَ، تشعرُ بالقلقِ الشديد تجَاه ما يعتقِده الآخرونَ عنكَ ، وفي سنِ الــ 40  لا تُبالي البتَّة بمَا يعتقدُه أيُّ شخصٍ عنك ،وعندَما تصلُ إلى الستينِ تدركُ أن لا أحدًا كانَ يفكِّر فيك منَ الأصلِ !
فهل نختصرُ الزمَنَ وندركُ ما يدركُه صاحبُ السِّتين ؟!

وللحديث بقية إن شاء الله
فماذا لديك عن سر الأربعين؟ للتواصل: BAWAZEER8269@GMAIL.COM

 

اشترك الآن في النشرة الإخبارية

نشرة اخبارية ترسل مباشرة لبريدك الإلكتروني يومياً

العوده للأعلي