بقلم / عائشه الشيخ
ان كل قانون كوني يحدث في الواقع لسبب ما هو في الواقع مرتبط بقانون اخر فلا يوجد مايسمى الصدفه في عالم الخلق،وعلاوة على ذلك جميعنا مرتبطون ببعضنا البعض، وذلك بواسطة شبكة اثيرية غير مرئية لحواسنا الظاهره فعدم تمكننا من رؤية جزء كبير من العالم المادي لايعني تماما عدم وجوده وبالطبع نتيجة لهذا الارتباط جعل كل شيء في هذه المنظومة له تأثيرا على الآخر بشكل منتظم يخضع لنفس القوانين فهي قوانين ومفاهيم مرتبطه ومتداخلة في خوارزميات دقيقه، فحدوث قانون يؤدي إلى آخر.
ان اساس بداية الخلق هو الكلمة وان التسبيح هو طاقة منظمة لعالم الملكوت وبسببه يحدث الرنين الكوني مع جميع المخلوقات المُسبحة فتنُشيء تناغم وتوازن تام .
من رحمة الله عز وجل ان جعل قانون آخر للتاثير وبدون وعي يعيد الانسجام للعناصر لم يتطرق له الكثير على الرغم من قوة تأثيره على الأفراد والمخلوقات وهو قانون "التزامن".
تعريف التزامن
يعد التزامن قوة خفيه تُحدث تنسيق للأحداث المختلفة والمتشتته فيجبرها للدخول بالمصفوفة حيث تأثر على الأجزاء الاشخاص التي تعمل معاًفي نظام واحد بأنها متزامنه، فهو احد أكثر الظواهر شيوعا في الطبيعة لأنه يشمل جميع الكائنات ويؤثر على كافة الكيانات اللاواعيه حتى إلى البشر وهذه الظاهره تدل على أن النظام هو اساس هذا الكون وحركته على عكس ماقاله العلماء بجعل العشوائية هي المعيار الذي يحكم النظام الكوني.
التزامن يحدث بين القوئ غير المطابقة فيعمل هذا القانون على جعلها تحدث تنضماً لجميع حركة الأشياء وجعلها متناغمة ثم يحدث بينهم تأثيرا قويٍ مثل ما يحدث في اسراب الطيور والاسماك وبعض أنواع الحشرات التي تعيش في جماعة،ففي بداية تشكيل حركتها تبداء عشوائيه ولكن سريعاً ما تتبع قانون التزامن، وتترتب حركتها وتصبح آلية عملها منسجمه.
ونتيجة لتكرار حدوث هذه الظاهره غير المفهومة في شتئ المجالات سواء في عالم الأحياء اوالفلك اوعلم النفس أصبح هذا التزامن أمر بالغ الأهمية لجميع أنواع الكائنات الحية على هذا الكون.
فا التزامن يحدث مع الأشياء التي تُظهر سلوك متكرر لوقت ما،فينتج ذلك اهتزاز متناغم، ولهذا السبب تكمن أهمية الجماعه في ديننا الحنيف، فإذا تاملنا مثلآ صلاة الجماعه نجد المصلين يقومون بنفس الأذكار والحركات طول فترة الصلاة متناسقين ومتتابعين لحركة الإمام، وكأن الله يريد أن يجعلنا نفهم أن هذا الكون يعمل بنظام التزامن اللحضي والحسي.
فنتيجة لهذا الاصطفاف يحدث رفع لذبذبات المصلين ثم الدخول في انسجام تام فمهما كآنت نفسك مشتته نتيجه البعد الالاهي أو ضغوط الحياة فوجودك في صلاة الجماعة يعيد إصلاح خلاياك التي تنتمي لهذا النظام فتشعر بالراحه والسكينة والسلام الداخلي لذلك قال الرسول عليه الصلاة والسلام(أرحنا بها يا بلال).
كذالك جلسات الذكر التي تقام في جماعات فبمجرد وجودك ضمن هذه الجماعة تعيد انسجامك أيضا حتى لو لم تتحدث باي ذكر فوجودك معهم يجعلك تدخل في حف الملائكة لهم وعموم الرحمة لك معهم وهذا يجعلنا نفهم لماذا أمرنا الرسول الكريم بمجالسة الصالحين ومصاحبتهم لأنها تصلحنا بدون وعي منا.
مهما كانت ذنوبك فستاثر عليك صحبة الأخيار لأنهم سيرفعون من وعيك تلقائياً،مهما كان تشتت فكر العناصر المجتمعة يجعل تأثيره يتغلب على هذا الإختلاف فتنسجم أفكارهم وتتزامن وتصبح أكثر قوة.
التأثير السلبي للتزامن
ان المزامنة في النظام يمكن أن تكون أمر جيد جدا لبناء المجتمعات والتعاون وتطوير الوعي لكنها يمكن أن تكون سيئة للغاية فكما يتأثر وجودك بجماعة صالحه،يتأثر بوجودك مع جماعة سيئة فاسدة وظالمة، منطقيا يحدث التأثير العكسي للافراد ذات الارادة الضعيفة والسلبية عند الانظمام لهم يؤدي لتشتيت التوازن وفقدان الإدراك والوعي بالخطأ لذلك نهانا ديننا عن محالسة أصدقاء السوء عموما وترك المكان الفاسد اهله لأنه بمجرد جلوسك معهم تأخذ نفس التأثير السيء منهم وينخفظ تسبيح الجسد حتى لو لم تشاركهم أفعالهم يحدث بداخلك تزامن لاتراه بحواسك فكأنما فعلت ما يفعلون، وجعلت فرصة انسياقك للانسجام معهم كبيرة .
فعليك أن تزيد من وعيك بتاثيرهم عليك وادراكك أن كل شيء على هذا الكوكب مترابط يجعلك أكثر وعياً لما يحيط بك من قوة تأثيرهم عليك، واحرص على محالسة أصحاب الوعي الصالحين حتى يزيدوا من يقينك وتثبيتك على الحق، فلا تتظاهر بقوتك وانك لن تتأثر فنافخ الكير غالبا ما يلوث ثيابك اوتشم منه ريح كريهه، وبائع المسك اما أن يهديك اوتجد منه ريح طيبة، فإنه اختيارك اما الإجبار أو الوعي.
