الكاريزما وقوة الحضور

 الكاريزما وقوة الحضور

  • السبت 04 أغسطس 2024
  • 05:12 PM

 

 

منقول / الملتقى / عائشه الشيخ


أيًّا كان موقعك في الحياة، وبغضّ النظر عن أهدافك وطموحاتك، فإنّ الكاريزما هي واحدة من أهمّ وسائل النجاح سواءً على الصعيد الشخصي أو المهني. إنها أحد العوامل الأساسية التي تتيح لك الاستحواذ على الأضواء، وجلب الانتباه إليك، بل وإقناعهم بآرائك وأفكارك. ليس هذا وحسب بل تعدّ الكاريزما عنصرًا أساسيًا لتكون شخصًا قياديًا قادرًا على الفوز بداعمين مخلصين ومستعدين للوصول إلى أقاصي الأرض من أجلك.

ما هي الكاريزما؟
تُعرّف الكاريزما على أنها القدرة على جذب وسحر الآخرين والتأثير عليهم. عادة ما يكون من السهل تحديد متى يكون شخص ما جذابًا. ومع ذلك، فمن الصعب في كثير من الأحيان تحديد بالضبط ما هي المهارات أو الصفات التي يمتلكها هؤلاء الأشخاص والتي تجعلهم أصحاب كاريزما. فمنهم من يجذب الآخرين إليه بقوّة كلماته في حين يكتفي الآخرون بالحضور القويّ أو الهدوء الرزين.

 

 

عناصر الكاريزما
قد يبدو للبعض أنّ الكاريزما ما هي إلاّ صفة جينية يولد بها البعض ويفتقر إليها الكثيرون، لكن لحسن الحظّ ، هذا الاعتقاد خاطئ تمامًا. بعيدًا عن كونها صفة سحرية صعبة المنال، تنقسم الكاريزما في واقع الأمر إلى مجموعة من السلوكيات المحسوسة التي يمكن لأي شخص تعلّمها والتدرّب عليها واكتسابها مع مرور الوقت، حيث صنّفت أوليفيا فوكس كابان Olivia Fox Cabane مؤلفة كتاب "خرافة الكاريزما" "The Charisma Myth"، هذه التصرّفات ضمن ثلاث عناصر رئيسية يؤدي اجتماعها إلى خلق جاذبية شخصية قوية:

قوّة الحضور أو Presence.
السلطة والقوة أو Power.
المودّة والدفء أو Warmth.


سنتناول العنصر الأول من عناصر الكاريزما، ألا وهو قوّة الحضور، وسنتطرّق إلى عدد من النصائح العملية التي يمكنك الالتزام بها لتطوّر هذا الجانب في شخصيتك. كما سيكون هناك مقالات أخرى تتطرّق إلى العنصرين المتبقيين من عناصر الكاريزما.

 

العنصر الأول: قوة الحضور
هل سبق لك تحاورت مع أحدهم وانتابك شعور أنّ هذا الشخص لا يعيرك كامل انتباهه؟ ما الذي شعرت به حينها؟ لا شكّ أنّك قد انزعجت بعض الشيء من تصرّف محدّثك.

 

للأسف الشديد، تزداد هذه الظاهرة انتشارًا يومًا بعد يوم، ونجد أنّ عدد الأشخاص الذين يستقبلون أحاديثنا بآذان صاغية في تراجع مستمرّ، لا سيّما مع اقتحام الهواتف الذكية حياتنا، حيث أضحى من الصعب على الشخص أن يكون حاضرًا تمامًا في حوار أو محادثة ما. إننا نحاول في يأس أن نوفّق ما بين العالم الحقيقي الذي نعيش فيه والأشخاص الذين نتعامل معهم، وبين العالم الافتراضي الذي يثقلنا بالرسائل والصور والتنبيهات على وسائل التواصل الاجتماعي. وفي كلّ مطعم أو مقهى تدخله، سيلفت نظرك العدد الهائل من الزبائن الجالسين معًا على الطاولات وهم يحدّقون ببلاهة في شاشات هواتفهم بدلاً من التحدّث مع الشخص الجالس معهم!

 

ما هي قوة الحضور
عندما نفكّر في "قوّة الحضور"، قد يخيّل إلينا فكرة أن نبدو بمظهر الأشخاص الرائعين الذين نمتلك شخصية رائعة تجعل كلّ الحضور من حولنا يعيروننا انتباهم وينجذبو إلينا، بيدَ أنّ السرّ الذي قد يبدو متناقضًا بالنسبة للبعض والمرتبط بهذا العنصر من الكاريزما، هو أنّ هذه الصفة لا تعني أن نظهر أفضل صفاتنا ونبدو كأشخاص مثاليين، وإنما هي في الحقيقة أن نجعل الشخص الذي أمامنا يشعر بأنه إنسان رائع! الحضور القويّ الحقيقي يُشعر الطرف الآخر بعد انتهاء الحوار أنّه شخص مهمّ، ويمنحه انطباعًا أفضل عن نفسه.

 

نصائح لتحقيق قوة الحضور
لست مضطرًا لأن تكون شخصًا اجتماعيًا حتى تمتلك حضورًا قويًا وكاريزما جذّابة. فعلى سبيل المثال Elon Musk مؤسس شركة Tesla المعروف دومًا بكونه نجم الحفل الاجتماعي والمنفتح، يكتفي دومًا بمنح اهتمامه وتركيزه الكامل لعدد قليل من الحضور، بدلاً من التحدّث مع العديد من الأشخاص. الأمر الذي يشعر هذه القلّة بالتميز والأهمية ويزيد من انجذابهم إليه. ممّا يعني أنّ الكاريزما ترتبط بنوعية التواصل أكثر من ارتباطها بكمّيته (عدد الأشخاص الذين يتمّ التواصل معهم).

 

1- ركز على الآن
 تبدأ قوّة الحضور في عقلك، لذا إن شعرت أنّ عقلك منشغل بأمر ما في الوقت الذي تتحدّث فيه مع أحدهم، جرّب هذا التمرين البسيط الذي سيساعدك على العودة إلى اللحظة الراهنة: ركّز على حواسّك الجسدية التي غالبًا ما تتجاهلها، قد يكون ذلك عملية تنفّسك، أو إحساسك بقدميك وهما تلامسان الأرض، أو ملمس جيب معطفك الذي يلامس يديك...الخ. ليس عليك قضاء الكثير من الوقت في هذا النوع من التأمل، فبضعة ثوانٍ كافية لإعادتك إلى اللحظة الراهنة التي تتشاركها مع شخص معيّن.


 

1- ركز على الآن
تبدأ قوّة الحضور في عقلك، لذا إن شعرت أنّ عقلك منشغل بأمر ما في الوقت الذي تتحدّث فيه مع أحدهم، جرّب هذا التمرين البسيط الذي سيساعدك على العودة إلى اللحظة الراهنة: ركّز على حواسّك الجسدية التي غالبًا ما تتجاهلها، قد يكون ذلك عملية تنفّسك، أو إحساسك بقدميك وهما تلامسان الأرض، أو ملمس جيب معطفك الذي يلامس يديك...الخ. ليس عليك قضاء الكثير من الوقت في هذا النوع من التأمل، فبضعة ثوانٍ كافية لإعادتك إلى اللحظة الراهنة التي تتشاركها مع شخص معيّن.

 

2- احرص على أن تكون مرتاحا
من الصعب أن يكون ذهنك حاضرًا تمامًا مع محدّثك إن كنت تفكّر في بنطالك الضيّق، أو حذائك الذي يؤلم قدميك، أو كنت منشغلاً بحرارة الجوّ! لذا احرص دومًا على أن تفعل كلّ ما يمكنك فعله لتكون مرتاحًا من جميع النواحي. اختر من الثياب ما يناسبك، ففضلاً عن كونها وسيلة لتبدو بشكل أفضل، يسهم اختيار الثياب بشكل صحيح في جعلك تشعر بحال أفضل. ومن العوامل الأخرى التي تسهم في جعلك تشعر بالارتياح، أخذ قسط كاف من النوم، التقليل من استهلاك الكافيين وتعديل درجة الحرارة من حولك (إن أمكن) إلى درجة مثالية تشعرك بالرضا.

 

3- ضع هاتفك جانبا
يعتبر إبعاد الهاتف الخلوي أو أيّ أجهزة ذكية أخرى إحدى أهمّ الخطوات التي يتعيّن عليك القيام بها، لتتمتّع بحضور قويّ، حيث أنّ هذا التصرف يخدم هدفين رئيسيين. أولّهما يتمثّل في تقليل رغبتك المتزايدة لتفقّد هاتفك في كلّ لحظة أثناء حديثك مع شخص ما، وأما الثاني فيتمثّل في تقديم إشارة إيجابية للشخص الذي أمامك بأنّك توليه كامل اهتمامك بدلاً من إشعاره بأن تركيزك موزّع بينه وبين هذا الجهاز.

 

4- لا تهمل التواصل البصري
أظهرت العديد من الدراسات أنّ الأشخاص الذين ينظرون إلى عيني محدثيهم أثناء الحوار، يوصفون غالبًا بأنهم صادقون، أكفاء، جديرون بالثقة ومستقرّون عاطفيًا. ولا تقتصر أهمية التواصل البصري على جعلك تبدو أكثر جاذبية، بل إنّها تحسّن من نوعية التواصل أيضًا وتجعل الطرف الآخر يشعر بوجود صلة خفية بينكما. لكن لابدّ من التنبيه أنّه وعلى الرغم من أهمية التواصل البصري في خلق روابط حميمة بين الأصدقاء، إلاّ أنه قد يأتي بنتائج عكسية في حال كنت تحاول إقناع شخص يشكّ في وجهة نظرك.

 

5- أظهر لمحدثك أنك تستمع لما يقول
 

الإضافة إلى التواصل البصري مع محدّثك، عليك أن تظهر له أنّك تصغي إليه بتمعن، ويمكنك ذلك باستخدام طريقة سهلة وبسيطة، ما عليك سوى أن تهزّ رأسك إيجابًا. لكن ذلك لا يعني بالطبع أن تفرط في هزّ رأسك لتبدو وكأنك تحاول بجد أن توافق علىّ كلّ ما يقوله، عليك أن تصغي حقًا للشخص الذي أمامك حتى تحدّد الوقت المناسب حقًا للموافقة أو المعارضة.

 

 

6- اطرح الأسئلة على محدثك
من الأساليب السهلة التي تظهر للشخص الذي أمامك أنّك مهتمّ بما يقول، أن تطرح عليه أسئلة تطلب من خلالها توضيحًا أكثر لحديثه. كأن تبادر بالسؤال التالي: "ما الذي عنيته تحديدًا بقولك كذا وكذا؟".

يمكنك أيضًا أن تعيد صياغة جزء من كلام هذا الشخص بطريقة أخرى، وتنهي كلامك بالقول: "هل فهمتك بشكل صحيح؟" كما تستطيع طرح أسئلة مثل: "ما هو أكثر شيء أحببته في هذا الأمر؟" أو "ما الذي وجدته صعبًا في هذا الموقف؟"، فالناس بطبيعتهم يستمتعون بالتفكير فيما مرّ بهم من أحداث والإجابة عن أسئلة تتعلق بمشاعرهم تجاه ما مرّوا به من مواقف.

 

7- تجنب التململ
يعطي التململ إشارة لمحدّثك بأنك لست مرتاحًا وترغب لو كنت في مكان آخر بدل الحديث معه، الأمر الذي يشعر هذا الشخص بالسوء. تجنّب التنهّد أو النظر إلى الساعة عدّة مرات، أو حتى التجوال بنظرك في المكان لمعرفة ما يدور من حولك، فمثل هذه التصرفات تعطي إشارة قويّة أنّك لا تلق أهمية لما يقوله الشخص الذي أمامك، الأمر الذي يؤدي إلى تراجع قوّة حضورك ويقلل من جاذبيتك.

 

8- لا تفكر بإجابات عن أسئلة محدثك
لا تقاطع الاخرين

تجنّب الاستمرار في التفكير بإجابات تردّ بها على محدّثك، جميعنا نفعل ذلك، فنحن بطبيعتنا نرغب في أن نكون مستعدّين دومًا للردّ بمجرّد أن ينهي الشخص الآخر كلامه. لكنّ ذلك يعني ببساطة أنّنا لم نكن نستمع حقًا لما يقوله الطرف الآخر. انتظر لبضعة ثوان بعد انتهاء الشخص الآخر من الحديث قبل أن تدلي بدلوك، حيث أنّ الردّ في اللحظة التي ينهي فيها محدّثك كلامه يعني أنّك كنت تفكر في الإجابة أثناء حديثه ولم تكن منتبهًا تمامًا لما يقوله وهو أمر لن يسهم على الإطلاق في جعلك شخصًا ذو كاريزما.

اتبع هذه الخطوات بالترتيب عند الردّ على أيّ شخص يحدّثك:

أولاً، انتظر أن ينهي الطرف الآخر كلامه.
ثانيًا، أظهر له أنّك تحاول استيعاب ما قاله لك من خلال تعابير وجهك.
ثالثًا، أظهر ردّ فعل مناسب على ما قاله من خلال تعابير وجّهك، وفكر خلال ذلك بالردّ المناسب.
رابعًا، قدّم ردّك على ما سمعته من هذا الشخص.
من خلال اتباع هذه النصائح، والتدرّب عليها باستمرار، ستلاحظ أنّ حضورك قد ازداد قوّة مع مرور الوقت، وبهذا تكون قدّ بنيت أول عنصر من عناصر الكاريزما الحقيقية.

 

 

 

اشترك الآن في النشرة الإخبارية

نشرة اخبارية ترسل مباشرة لبريدك الإلكتروني يومياً

العوده للأعلي