((العمل التطوعي أنبل الأنشطة الإنسانية..))

((العمل التطوعي أنبل الأنشطة الإنسانية..))

  • الخميس 11 ديسمبر 2025
  • 08:06 AM


الملتقى /  شيخه الدريبي 

السعودية الشرقية


يمثل العمل التطوعي أحد وأنبل الأنشطة الإنسانية التي عرفتها البشرية عبر تاريخها الطويل. وهذا العمل ينبع من القلب دون انتظار مقابل مادي، ويجسد أسمى معاني الإنسانية والتكافل الاجتماعي. في عالم يتسارع نحو المادية والفردانية، يبقى العمل التطوعي منارة تضيء طريق الخير والعطاء وجسراً يربط بين أفراد المجتمع بخيوط من المحبة والتعاون.فمفهوم العمل التطوعي هو كل جهد أو نشاط يبذله الإنسان بإرادته دون إكراه أو إلزام، اوعائد مادي بهدف خدمة المجتمع وتحسين حياة الآخرين. والشعور بالمسؤولية الاجتماعية والانتماء للمجتمع.وتقديم الخدمات ليصبح تفاعل إيجابي مع المحيط الاجتماعي ويتميز العمل التطوعي بعدةخصائص جوهرية تجعله فريداً في طبيعته فهو عمل اختياري ينبع من رغبة داخلية صادقة، وليس نتيجة ضغط خارجي أو توقع لمكافأة مالية. كما أنه عمل منظم يخضع لتخطيط وإدارة، وليس مجرد مبادرات عشوائية إضافة إلى ذلك، فهو عمل مستمر يتطلب التزاماً وإخلاصاً، وليس مجرد عمل موسمي عابركما أن  جذور العمل التطوعي عميقاً في تاريخ الحضارة الإنسانية وعرف قديما في المجتمعات بأشكال متعددة من التعاون والتكافل الاجتماعي قديمايعملون على بناء المعابد وتعبيد الطرق ومساعدة المحتاجين والفقراء ..

لذلك اكتسب العمل التطوعي بعداً روحياً وأخلاقيات عميقه في الإسلام، يُعتبر العمل التطوعي جزءاً أساسياً من العبادة والتقرب إلى الله. فالصدقة والإحسان ومساعدة المحتاج كلها أعمال يحث عليها الدين تعد من أفضل الأعمال وتحظى بمكانة رفيعة. ويزداد الاهتمام العالمي بالعمل التطوعي و يساهم العمل التطوعي في تنمية الشخصية وبناء الذات. فالمتطوع يكتسب مهارات جديدة ويطور قدراته في التواصل والعمل الجماعي والقيادة. كما أن العمل التطوعي يعزز الثقة بالنفس ويمنح الشعور بالرضا والسعادة الناتج عن خدمة الآخرين.كما أن المتطوعين يتمتعون بصحة نفسية أفضل ومستويات أقل من التوتر والاكتئاب. فالعطاء والإحسان يفرزان هرمونات السعادة في الدماغ، مما يجعل المتطوع يشعر بالبهجة والراحة النفسية. كما أن التواصل مع الآخرين ومساعدتهم يكسر العزلة الاجتماعية ويمنح الإنسان شعوراً بالانتماء والقيمة ويلعب العمل التطوعي دوراً محورياً في تعزيز التماسك الاجتماعي وبناء جسور الثقة بين أفراد المجتمع. فهو يجمع أناساً من خلفيات وثقافات مختلفة حول هدف مشترك، مما يساهم في تقليص الفجوات الاجتماعية وكسر الحواجز بين الطبقات. كما يعزز قيم التعاون والتضامن والمسؤولية المشتركة..

كذلك يشكل العمل التطوعي رافداً مهماً للاقتصاد الوطني. فالخدمات التي يقدمها المتطوعون، لم يتم حتسابها مادياًويساهم العمل التطوعي في تخفيف العبء عن المؤسسات الحكومية والخاصة، ويساهم في سد الثغرات في الخدمات الاجتماعية. وعلى المستوى التنموي، يعتبر العمل التطوعي أداة فعالة لتحقيق التنمية المستدامة ومعالجة المشكلات الاجتماعية والبيئية.وتتنوع مجالات العمل التطوعي لتشمل مختلف جوانب الحياة الإنسانية. يمكن للمتطوعين المساهمة في رعاية الأيتام والمسنين، والأسر الفقيرة والمحتاجة، وتقديم الدعم للأشخاص ذوي الإعاقة. كما يشمل ذلك المشاركة في برامج محو الأمية وتعليم الكبار، وتنظيم الفعاليات المجتمعية التي تعزز الترابط الاجتماعي والصحي كذلك  يبرز دور المتطوعين بشكل خاص في عمليات الإغاثة وبالرغم من أهمية العمل التطوعي وفوائده الجمة، إلا أنه يواجه العديد من التحديات التي تعيق انتشاره وتطوره. من أبرز هذه التحديات ضعف الوعي المجتمعي بأهمية العمل التطوعي ودوره. فلا يزال كثير من الناس ينظرون إليه على أنه مجرد ترف أو نشاط هامشي، وليس ضرورة اجتماعية اوقيمة إنسانية كذلك الموارد المالية تشكل عقبة كبيرة أمام المنظمات التطوعية، ويحد من قدرتها على تنفيذ برامجها كذلك ضعف البنية التحتية والإدارية لبعض المؤسسات التطوعية يؤثر سلباً على العمل التطوعي كما يجب الاحتفاء بالمتطوعين وتكريمهم والاعتراف بجهودهم فهذا التقدير المعنوي له أثر كبير في تحفيز المتطوعين الحاليين وجذب آخرين جدد. يمكن ذلك من خلال جوائز التطوع، وإبراز قصص النجاح، ومنح الشهادات التقديرية.


كذلك العمل التطوعي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بأهداف التنمية المستدامة التي أقرتها الأمم المتحدة فيجب التعاون والعمل الجماعي بروح الفريق، واحترام آراء الآخرين وتقدير جهودهم مما، يخلق بيئة عمل إيجابية ومثمرة..

 

 

اشترك الآن في النشرة الإخبارية

نشرة اخبارية ترسل مباشرة لبريدك الإلكتروني يومياً

العوده للأعلي