الملتقى / محمود مصطفى حلاق
إن المجتمع الذي لا يهتم بعملية الاختراع والابتكار والتطوير يقتصر على استيراد الحلول، سيبقى إلى الأبد مجتمعاً بطيء التطور تابعاً لغيره مستهلكاً منقاداً يعتمد الاستيراد الذي سيفضي يه إلى الهلاك
فهناك أشياء كثيرة لا تشترى بالمال وتكون أحياناً في غاية الأهمية والحساسية، وإن عدم وجودها يشكل خطراً كبيراً في نواح كثيرة لا يمكن أن يقدّمها إلا العقل المخترع لأبناء البلد و أرضه
.
إن المقدرة على الاختراع هي بمثابة التزود ببصيرة خارقة غير محددة ويكون بذلك قد أمتلك أحد الأسلحة المهمة لتحرره، وإن تعليم الآخرين لعلم الاختراع و الابتكار والتطوير منذ الصغر وتنشئتهم تنشئة علمية تجعلهم يمتلكون فيها وجهة نظر متغيرة حيال الأشياء وهذا ما يطرحه علم الاختراع والتطوير، والذي يؤدي بهم إلى عدم المرور بمرحلة يكون فيها الناس مجرد عقلية صنمية تقليدية ساكنة يمتلكون وجهة نظر ثابتة حيال ما أمامهم فينقادون بحدوده ولا يستطيعون رؤية ما هو أبعد منه حتى يأتي الجديد على يد الآخرين ،كما يؤدي بهم الوصول مباشرة إلى مرحلة الصنع و الإبداع و التألق الذي يتطلبه العصر الحديث .
إن مهمة علم الاختراع و الابتكار و التطوير تجعل الذين يتعلّمونه ويمارسون العمل به يمتلكون وجهة نظر متغيرة حيال الأشياء فيستطيعون بواسطتها أن يروا أبعد من حدود الأشياء التي أمامهم ويتحرّروا من أسر النماذج الجامدة السائدة لكي يطوروها، فخذ عبرةً من الصقر الذي يعيش الحرية وعزة النفس وبعد النظر والحركة العالمية الفعّالة النشيطة بعكس الدجاجة التي أفقها خُمُّها .. ،إذ أن لهذه النماذج عند غير المخترعين و العلماء و العباقرة مفعول الأقفاص حيث نجدها تأسر في داخلها الناس وتضعهم في نطاقها المحدود
محمود مصطفى حلاق
باحث علمي تطبيقي و مهندس الكترونيات (حواسيب و تحكّم آلي)
مؤسّس فريق علم الاختراع و الابتكار و التطوير
عضو المنتدى العالمين للباحثين و المخترعين
عضو جمعية المخترعين و نقابة المخترعين المصريين
عضو الجمعية العلمية للمعلوماتية
مؤسّس النادي العلمي الشامي
براءات اختراع و جوائز عالمية
