الملتقى : عائشه الشيخ
تعتبر العادات والتقاليد موروثات يحتفظ بها ابناء العالم الأسلامي والجزيرة العربية وتبدو شدة التعلق بالعادات والتقاليد في منطقة الجزيرة العربية والخليج على وجه الخصوص واضحة جدا بين ابناء دول الخليج العربي.
واليوم جولة “صحيفة الملتقى” من “استراحة الأنس” بدولة عمان الشقيقة حيث يقوم الأستاذ/ سعيد الخضوري بتجهيز “المشوي العماني بالطريقة التقليدية” والتي عهدتها الأجيال من قديم الزمان وتميز بها ابناء سلطنة عمان الشقيقة دون غيرهم في جميع مناسباتهم حيث تبداء قصة المشوي العماني يتحديد كمية اللحم ويحبذ ان يكون لحم “كبش” .
واوضح الأستاذ/ سعيد الخضوري ان البداية بعد الذبح تكون مع غسل اللحم بالماء وتنشيفه عن الماء، ثم يوضع على اللحم الكركم والملح لفترة من نصف ساعة الى ساعة لكي يزيل بقايا الدم من اللحم ومن ثم غسله بالماء وتنشيفه جيدا عن الماء.
يتم بعد ذلك تبهير اللحم بالبهارات حسب طبيعة البلد حيث يتميز الأشقاء في عمان با ضافات اخرى على البهارات المعروفة مثل خل التمر وهذا الخل له طقوس خاصة بحيث يوضع تمر مع الماء مع الملح والفلفل الأحمر في اناء بلاستيكي محكم الغلق ويوضع في مكان معتدل الحرارة لمدة 20 يوم لكي يتخمر، ثم يصبح بعدها جاهزاء لأضافته كاهم مكون من مكونات تتبيل اللحم المشوي العماني.
ثم تاتي مرحلة اعدا “الخصف” وهو وعاء مصنوع من السعف مع ورق الموز يلف به اللحم ويوضع في الخصف مع زيادة كمية ورق الموز في الخصف لكي يكسب اللحم النكهة الطيبة والحفاظ على اللحم من الاحتراق اثناء وضعة في التنور.
وتنتهي قصة تجهيز المشوي العماني عند فوهة التنور وهو عبارة عن حفرة تعمل بالطابوق او الحجارة او حتى “درام الديزل “يوقد فيه على الحطب الجيد والكمية المناسبة وعندما يجمر الحطب توضع الخصفة في التنور ويحكم قفله جيدا بوضع الغطاء الخاص ومن ثم وضع قطعة قديَة من الزولية ومن ثم يردم عليه التراب حتى لا يخرج البخار لتنتهي قصة تجهيز المشوي العماني وتبداء قصص اخرى جميلة على مائدة البيت العماني.
كما المح الأستاذ /سعيد الخضوري الى ان المشوي العماني يحتاج لفترة يوم كاملة او يومين حسب الطقوس ولكن في الحقيقة يحتاج اللحم حتى ينضج من الصباح الباكر وممكن اخراجه للغداء.
لاتنتهي العادات ولاتندثر مادام هناك الرجال المخلصين المحبين للموروث الشعبي والاستاذ/ سعيد الخضوري مثال واضح على تلك الأصالة في ابناء الخليج حيث تقاعد من سلك التعليم بعد مشوار طويل في التعليم والتطوع والمسؤولية المجتمعية .
