الملتقى : مال واعمال
أعلنت شنايدر إلكتريك، الشركة الرائدة عالمياً في مجال التحول الرقمي لإدارة الطاقة والتحكم الآلي، عن إبرامها شراكة استراتيجية مع شركة "إن إكس إن"، المزود الرائد للخدمات الذكية الشاملة للتحول الرقمي في قطاع المدن الذكية، تهدف إلى تقديم حلول متقدمة للمنظومات الحضرية في منطقة الخليج العربي. وستتعاون الشركتان عبر مجموعة متنوعة من التقنيات المصممة لتعزيز القطاع العقاري ومبادرات المدن الذكية على مستوى الدول، مع دعم المطورين والحكومات في الخليج لتنفيذ برامج وأجندات التحول الرقمي.
وتأتي هذه الشراكة في الوقت الذي شرعت فيه دول الخليج في مبادرات وطنية للانتقال إلى عصر الاقتصادات القائمة على المعرفة. وتشكل مشاريع المدن الذكية ركيزة أساسية في هذه الخطط من خلال مساهمتها في مساعدة حكومات المنطقة على تطوير بيئات مدنية أكثر خضرة واستدامة وأكثر ملاءمة للأعمال التجارية وأكثر قدرة على تلبية متطلبات المواطنين والمقيمين فيها.
وستحدد شنايدر إلكتريك و"إن إكس إن" من خلال الشراكة فرص العمل المتاحة في مجال التحول الرقمي، بما في ذلك تطوير حلول للمباني الذكية والمناطق الذكية والمدن الذكية ومشاريع التنمية واسعة النطاق. وستتعاون الشركتان في مبادرات مشتركة لتحويل فوائد أتمتة المنازل الذكية، وتحليلات المباني، وقياس الطاقة وإدارتها، والأمن، ومنصات المجتمع الرقمي إلى واقع ملموس.
وتُعد "إن إكس إن" شركة رائدة في تقديم الخدمات والحلول الشاملة للمدينة الذكية. وتساعد الخبرات الواسعة التي تمتلكها الشركة في مجالات الاستشارات والبيانات والتكنولوجيا الحكومات على تحديد الاستراتيجيات والحلول الرقمية والخدمات التي تحتاجها المدن للتغلب على القيود الإدارية والمالية وتلك المتعلقة بالموارد. بينما تساعد تقنيات التشغيل المستندة إلى إنترنت الأشياء من شنايدر إلكتريك على جعل المدن الذكية أكثر كفاءة ومرونة واستدامة. وستعمل الشركتان معاً إلى جانب الحكومات لتسريع إطلاق مشاريع المدن الذكية في جميع أنحاء الخليج.
وقال كاسبار هيرزبيرج، رئيس شنايرد إلكتريك في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا: "تُعد المدن الذكية هي المستقبل الذي سنعيش ونعمل فيه، سواءً على الصعيد العالمي أو في منطقة الخليج. وبالرغم من أن المدن تغطي حوالي 3٪ فقط من مساحة الأرض، إلا أنها تنتج حوالي 72٪ من إجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. ويمكننا من خلال التخطيط الجيد والتعاون تغيير هذا الواقع وتطوير مساحات حضرية خضراء وذكية. ونحن سعداء بإبرام هذه الشراكة مع "إن إكس إن" ذات الخبرة الواسعة في مجال تكنولوجيا المدن الذكية في جميع أنحاء الخليج، ونعتقد أنه من خلال هذه الشراكة سنكون أكثر قدرة على العمل مع حكومات المنطقة لبناء مدن مستدامة ومتقدمة تقنياً".
وقال غازي عطالله، المدير التنفيذي لشركة "إن إكس إن": "باتت متطلبات الاستدامة محط تركيز كبير لمخططي ومشغلي المدن الذكية والجهات المسؤولة عنها، الأمر الذي يتطلب تعاوناً كبيراً بين مختلف أصحاب المصلحة عبر المنظومة بأكملها. وتشكل الأجهزة الذكية والأنظمة الذكية والخدمات الذكية جميعاً عناصر مهمة لإنشاء حلول مشتركة في مجال الطاقة تلبي احتياجات السكان. ونتطلع إلى العمل عن كثب مع شنايدر إلكتريك، الرائدة في مجال التحول الرقمي لإدارة الطاقة والتحكم الآلي لمساعدة المدن الذكية في المنطقة على الاستفادة من موارد الطاقة الأكثر ذكاءً، مما يدعم استراتيجياتها نحو تحقيق أهداف الاستدامة الخاصة بها".
يُشار إلى أن دول الخليج بكثافة في تطوير مشروعات المدن الذكية، وتُعد كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة مثالين عالميين بارزين في هذا المجال. وكانت المملكة العربية السعودية قد أعلنت عن عدد من المشاريع الكبرى مثل مشروع المدينة المستقبلية الضخمة "نيوم" الذي تبلغ تكلفته 500 مليار دولار ومشروع وذا لاين، وهو عبارة عن حزام بطول 100 ميل من المجتمعات الخالية من التلوث وتعمل بالطاقة النظيفة بنسبة 100% والمصممة لاستيعاب مليون شخص. وفي السياق ذاته طورت دولة الإمارات العربية المتحدة العديد من المدن الذكية، بما في ذلك مدينة مصدر، التي أصبحت واحدة من أكثر المشاريع الحضرية استدامة في العالم. كما كشفت دبي الشهر الماضي أن الاستدامة ستكوت جوهر الخطة الرئيسية للمدينة لعام 2040.
وتشمل مشاريع المدن الذكية في مملكة البحرين مشروع خليج البحرين، وهو مشروع تطوير الواجهة البحرية بقيمة 2.5 مليار دولار أمريكي، أما في قطر فتُعد مدينة لوسيل التي تبلغ تكلفتها 45 مليار دولار مشروعاً رائداً في مجال التحول الذكي وتُعرف باسم "مدينة المستقبل". كما تقوم سلطنة عُمان بتجربة تقنيات المدن الذكية في واحة المعرفة مسقط، وتشمل رؤية الكويت 2035 مبادرات واعدة مثل مدينة جنوب سعد العبد الله الذكية.