العمة زكيّة… أمّ الجميع

العمة زكيّة… أمّ الجميع

  • الثلاثاء 02 نوفمبر 2025
  • 09:26 AM

الملتقى / رياض العوام

 

في أحد البيوت الهادئة، كانت تسكن امرأة استثنائية…
اسمها العمة زكيّة، لكنها لم تكن مجرّد عمّة، بل كانت القلب الذي يحتضن الجميع، والأم الثانية التي لا تعرف معنى التعب حين يتعلّق الأمر بأبناء إخوتها.

كبر الأبناء، وكبرت معهم حكايات العطاء التي نسجتها العمة زكيّة بيديها.
كانت أوّل من يستيقظ وآخر من ينام، تسهر على راحة الصغار، تهدهد خوفهم، وتربّت على قلوبهم بحنان لا يشبه إلا قلب الأم.
لم تتذمّر يومًا، ولم تُظهر ما حمله قلبها من مسؤوليات، بل كانت تبتسم… تلك الابتسامة التي تشعر كل من يراها أن الدنيا ما زالت بخير.

كانت نور البيت…
إذا دخلت أضاء المكان، وإذا غابت أحسّ الجميع بأن شيئًا كبيرًا ينقصهم.
لم يعرف البيت دفئه الحقيقي إلا من خلال خطواتها، وصوتها، ورائحتها التي تشبه الطمأنينة.

ومع مرور السنين، لم يقتصر دورها على التربية، بل أصبحت سببًا في الفرح.
كانت تسعى في الخير، تجمع القلوب، وتصلح ما انكسر، وتفرح حين ترى أبناء العائلة يكبرون، يدرسون، يتزوجون…
وما من شاب أو شابة في العائلة إلا ولها فضلٌ عليه؛ فهي التي سعت وزوّجت وباركت ودعت وساندت.

كانت العمة زكيّة تقول دائمًا:
“سعادتي أن أراكم بخير… هذا يكفيني.”
ولم يفهموا حقيقة هذه الكلمات إلا بعدما أدركوا كم ضحّت، وكم حملت، وكم أخفت من أجلهم.

العمة زكيّة…
امرأة نقية، صافية، عميقة العطاء…
لم تُصنع مثلها القلوب كثيرًا، ولم تتكرر في حياة العائلة مرتين.
ظلت لهم أمًا، وأختًا، وملجأً، وذكريات دافئة لا تغيب مهما تغيّر الزمن.

وهكذا…
تبقى حكاية العمة زكيّة… أمّ الجميع شهادة حب وامتنان لامرأة جعلت من حياتها جسرًا من الخير، وكتبت أجمل قصص التضحية بصمت…
قصّة تُروى، ويكبر بها الفخر عامًا بعد عام.

اشترك الآن في النشرة الإخبارية

نشرة اخبارية ترسل مباشرة لبريدك الإلكتروني يومياً

العوده للأعلي