حين بكى الجوع

 حين بكى الجوع

  • الثلاثاء 02 نوفمبر 2025
  • 09:09 AM


الملتقى /  رياض العوام 


كان الطفل اليتيم يقف كل صباح عند باب المقصف، يحدّق إليه بعينين تحملان جوعًا صامتًا. يرى زملاءه يتناولون فطورهم، بينما يقف هو بعيدًا، يبتلع جوعه وكبرياءه في آن واحد.

لاحظ مشرف المقصف هذا المشهد يومًا بعد يوم…
عينان صغيرتان تسألان عن لقمة، دون أن تنطق بكلمة.

وفي صباحٍ حزين، وبعد أن غادر الجميع، لمح المشرف الطفل يبحث في براميل النفايات عن بقايا سندويشات تركها الآخرون.
اقترب منه وسأله بلطف موجوع:

– يا بني، لماذا تفعل هذا؟

أجاب الطفل بخجل منكسر:
– لا أملك المال… وأمي فقيرة… وأنا جائع.

ابتسم المشرف بحنان، ووضع يده على كتف الطفل وقال:
– والدك رحمه الله أوصاني بك. قال لي: “ابني أمانة عندك… أطعمْه حتى ينهي دراسته.”
من اليوم، تعال كل صباح وخذ فطورك… فهذا حقّك، وليس فضلًا.

امتلأت عينا الطفل بالدموع، لا جوعًا هذه المرة… بل امتنانًا ورحمة.

وهكذا…
كبر الطفل على مائدة من الخير،
وتحوّل المشرف إلى أبٍ من نور،
وصارت الرحمة درسًا لا يُدرَّس… بل يُعاش.

 

اشترك الآن في النشرة الإخبارية

نشرة اخبارية ترسل مباشرة لبريدك الإلكتروني يومياً

العوده للأعلي