الملتقى / رياض العوام
كان الصباح مختلفًا ذلك اليوم،
فالقلوب تهمس بوداعٍ صامت،
والذكريات تلوّح لي من زوايا المكتب،
تذكرني بكل لحظةٍ نسجت فيها حلمًا أو أنجزت فيها خطوة.
سنوات مضت بين الجدّ والمثابرة،
عرفتُ فيها معنى العطاء،
وتعلّمت أن القيمة الحقيقية ليست في المنصب،
بل في الأثر الذي نتركه في قلوب الآخرين.
في تلك اللحظة الأخيرة،
لم أودّع المكان بقدر ما ودّعت أيامي فيه،
ضحكات الزملاء، تفاصيل الاجتماعات،
ونبض العمل الذي صار جزءًا منّي.
نظرتُ حولي وقلت في نفسي بهدوء:
كم كانت الرحلة جميلة،
وكم أنا ممتنّ لكل من كان فيها بصحبةٍ طيبةٍ وكلمةٍ صادقة.
ثم أغلقت الباب خلفي،
والابتسامة لا تفارق وجهي،
فقد رحلتُ راضيًا،
وفي القلب دعاء واحد:
لعلّي أكون ذكرى طيبة،
تُروى بخير، وتُذكر بودّ،
كما أذكرهم جميعًا بكل محبة وامتنان