الملتقى / سارة السلطان
الطبيب الذي يجد جرحا في الجسم ولا يداويه ولا يزيل الأنسجة التالفة ويضمده إنما يعمل على أن يكبر الجرح ويصعب مداواته بسهولة ، وربما يأخذ وقتا أطول ليشفى ويلتئم،
وفي العلاقات الإنسانية الرقيقة، إذا كان بين طرفين علاقة حميمة وحدث خلاف ما ، لن تكون العلاقة سوية حتى تتم تسوية الخلل من بدايته، ووضع بعض النقاط على مكمن الخلل بين الأطراف حتى لا تتسع رقعة الخلاف.
ولو استأنفت العودة بلا تفاهم مجاملة للإبقاء على المودة، والحفاظ على العشرة، تكون العلاقة على فوهة بركان، وتعود بحذر وتنفجر مرة أخرى لأقل زلة، وهذه مؤشرات سيئة لعودة الخلاف، وقطع حبال الألفة، بأقوى من بداية حدوثها.
ولا تخلو العشرة من اضطراب بالمواقف بين الناس، والتبرير يهدي النفس المضطربة، والمنصف للحق يفتح ذراعيه لاحتواء نقطة الخلاف، وإعطاء الفرصة للتبرير يحفظ حق الآخر، ويقلل من توسع جفاف العلاقة بين المتخاصمين، كما ان التبرير هو هدي رباني لإعطاء مساحة خضراء للإصلاح وبعثرة الضباب.
تأملوا الآية الكريمة:
{أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ}
لذا؛ لإبقاء جدار قوي من العلاقات الحسنة لا بد من تسوية الخلافات بالحوار، والتفاهم اللين بمكان هادئ بعيد عن أي مؤثر خارجي يزيد من حدة الخلاف.
ولا تأت للحوار والإصلاح مع غياب الذات النقية، وأنصف نفسك ظالما أو مظلوما لتعود العلاقة أقوى عمقا وأنقى للقلب، ومن ثم تهدأ المشاعر، وتتحسن العلاقات.