الملتقى / شوقي بن سالم باوزير

يعد مفهوم فرص الحياة (Life Chances)  من المفاهيم الهامة والمحورية في علم الاجتماع، ورغم عدم حداثة هذا المفهوم إلا أنه لم يلقَ الاهتمام والانتشار الملائم في علم الاجتماع في وقتنا الراهن، ولقد ارتبط استخدام هذا المفهوم بدراسات الطبقة في علم الاجتماع.

ويتضمن مفهوم فرص الحياة فرصة الأفراد في الوصول إلى الموارد الاجتماعية الكامنة في البناء الاجتماعي، وفرصة الأفراد في تحقيق السلامة الجسمانية والصحية، وفرصة الأفراد في الحصول على مستوى تعليمي جيد يتوافق مع قدراتهم وطموحاتهم، وأخيراً فرص الحياة تتضمن حقوق الفرد في أن يعيش في سياق بناء اجتماعي يمنع صور تعرض الفرد للانحراف ويحد منها.

وتتحدد فرص حياة الفرد من خلال الوضع والمركز الذي يشغله الفرد في البناء الطبقي، فكلما ارتفع وارتقى الوضع الاجتماعي للفرد زادت إيجابية فرص الحياة، وكلما تدنى الوضع الاجتماعي للفرد كانت فرص الحياة بالنسبة له سلبية.
وفرص الحياة موجودة في كل المجتمعات، وتؤثر على كل أشكال الحياة البشرية، وهي تظهر وتتضح من خلال النظام الطبقي، لأن فرص الحياة المتاحة للفرد تتصل بوضع الفرد داخل البناء الطبقي، فإذا ما تمت المقارنة بين فرص الحياة المتاحة لفرد مولود في أسرة تنتمي للطبقة العليا، وفرص الحياة المتاحة لفرد آخر مولود في أسرة تنتمي للطبقة الدنيا، فإن الفروق والاختلافات ستكون واضحة بشكل لافت للنظر. المصدر: John A. Perry, Erna K. Perry, Contemporary Society, Harper& Row Publishers, New York, 1981. P.P 158.159.)

إلا أن مفهوم الفرص في الإسلام لا يتعلق بمستوى الفرد أو مكانته أو موقعه فقط؛ بل هناك عوامل مشتركة بين الجميع تتيح لهم اقتناص الفرص كل بحسبه، خاصة تلك الفرص المتعلقة بعبادة الله والإيمان باليوم الآخر وما فيه من جزاء للمؤمنين وعقاب لغيرهم.