الفرص 64 فوق 40

الفرص 64 فوق 40

  • الجمعة 24 ديسمبر 2025
  • 02:18 PM

 

الملتقى / شوقي بن سالم باوزير

 

يعتبر رشوان أسطورة مصرية .. وفخرا العرب .. وحديث العالم كله.. في يوم من الأيام.
لقد كان في بدايته لاعب جودو متميز .. واستطاع أن يكسب بطولات متعددة .. حتى كسب بطولة إفريقيا .. ووقتها نزل خبر من سطرين " محمد رشوان كسب البطولة"  .. لكن رشوان ظل بعيدًا عن مسامع وأعين المصريين .. حتى سنة 1984 .. موعد الأوليمبياد في لوس أنجلوس ..

 

 

لعب رشوان مباراة بعد الأخرى .. وفاز  في كل مباراة باكتساح .. وفوجئ الجميع أن ابن مصر سيلعب المباراة النهائية .. ومصر لأول مرة في التاريخ في طريقها إلى الفوز  بميدالية أوليمبية .. إما ذهب أو فضة.
 وبدأت الصحف تكتب .. والإذاعات تتكلم .. والتلفزيون يهلل باسم البطل .. وبسرعة البرق عرفه كل المصريين .. ونُقلت المباراة النهائية على الهواء مباشرة .. والأمل في البطل الإسكندراني أن يحرز الميدالية الذهبية .. بالرغم أن خصمه كان بطل أبطال العالم الياباني .. ياماشتا .. 
ولكن .. ومع بداية المباراة .. لاحظ المتابعون شيئاً غريباً جدا .. فقد كان رشوان في الالتحام مع خصمه لا يضربه في رجله ..!!!!! وذلك عجيب في لعبة الجودو .. وخسر كذا نقطة !!! وسمع العالم كله صراخ مدرب رشوان .. وهو يقول له: "اضربه في رجله الشمال .. اضربه في رجله الشمال وهات الذهب لمصر"
لكن رشوان رفض .. ولم يحاول حتى أن يحرز نقطة بهذه الطريقة .. وفازت اليابان بالذهبية .. وفازت مصر بالفضية .. 
كان الجمهور في غاية الحزن على ضياع الذهب .. ولم يفهم لماذا لم يلعب "رشوان" بقوته المعتادة  .. ولماذا كان متراخياً .. ورفض تنفيذ تعليمات مدربه. أقيم المؤتمر الصحفي .. ووقف صحفي أجنبي يسأل محمد:
 لماذا لم تنفذ  تعليمات مدربك؟

فرد رشوان وقال: "وصلتني معلومة مؤكدة .. أن البطل الياباني مصاب بقطع في الرباط الداخلي للركبة اليسرى .. وأن أي ركلة قوية فيها .. يمكن أن تدمرها تماما .. ولكنه أخفى الخبر .. وقرر اللعب والتضحية لأنه يمثل وطنه .. 
وهنا سأله نفس الصحفي:  ولكنها كانت فرصة عظيمة .. وكان أولى أنك تفوز !! لماذا لم تستغل الفرصة .. وتحقق الذهب لبلدك؟
وهنا كان الرد التاريخي لمحمد رشوان .. وقال:  "ديني يمنعني إني أضرب مصابا .. وأن أهدد مستقبله .. من أجل ميدالية! "
في هذه اللحظة .. وقف الجميع يصفقون طويلًا للبطل الإسكندراني المسلم .. وبعدها كرمته اليونسكو على تلك الأخلاق العظيمة ..  واختير كصاحب أفضل أخلاق رياضية بالعالم .. ومنحته اللجنة المنظمة ميدالية ذهبية فخرية .. لكونه يستحقها فعلا .. وذاع صيته في العالم كله .. وكرمه "اليابانيون" بشكل خاص  بوسام (الشمس المشرقة) واستقبلوه في زيارته لليابان استقبالا حارا ..

 

بعدها .. بدأ الملايين يبحثون عن هذا الدين العظيم .. الذي يأمر من يعتنقه بتلك الأخلاق الكريمة! وتشير البيانات والإحصائيات .. إلى أن أكثر من خمسين ألف شخص حول العالم .. أعلنوا إسلامهم بسبب هذا الموقف .. ومن ضمن من أعلنوا إسلامهم كانت "ريكو" .. الفتاة اليابانية التي أحبته وأحبها .. وتزوجا لتنجب له "علي وعمرو وعلياء" .. ويعيشون بالإسكندرية بعد أن أصبح حكمًا دوليًا مرموقًا .. وعضوًا في الاتحاد العالمي للعبة .. ورجل أعمال إسكندراني.

 

إنها الأخلاق حتى وإن حانت الفرصة .. فالدين المعاملة قبل أن يكون عبادة .. الدين حسن خلق .. فالرحمة أصل الدعوة .. كما قال الله عز وجل في كتابه الكريم : "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".

 

 

 

اشترك الآن في النشرة الإخبارية

نشرة اخبارية ترسل مباشرة لبريدك الإلكتروني يومياً

العوده للأعلي