الحياة فرص (38من 40)

الحياة فرص (38من 40)

  • الإثنين 23 أكتوبر 2025
  • 09:57 AM

 

الملتقى / شوقي بن سالم باوزير

 

 

الحياة .. فرص.. وفرصتك الآن هي الحياة
العوامل المساعدة على انتهاز الفرص وزيادة التعرض لها (الجزء الأول)

 

الحياة .. فرص.. وفرصتك الآن هي الحياة
العوامل المساعدة على انتهاز الفرص وزيادة التعرض لها (الجزء الثاني)

 

 

 (1)    وجود روح المبادرة :


يقول (باولو كويلو): "خلقت الفرص لكي تقتنص على الفور". ولعل من أهم العوامل المساعدة على انتهاز الفرص وزيادة التعرض لها وجود روح المبادرة لدى الشخص. فالمبادرة تعني المسارعة والعجلة، والسبق. أما اصطلاحا فتعني: "الإسراع إلى فعل شيء بهدف التغيير"، هذا الشيء قد تكون فكرة أو عمل أو أي شيء آخر. ومن أمثلة هذه المبادرات :
(1)    قصة نبي الله سليمان عليه السلام مع ملكة سبأ وخبر الهدهد:
 لما قال سليمان عليه السلام: من يأتيني بعرشها؟ قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين ( مبادرة أولى). فقال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك (مبادرة ثانية).

 

 

(2)     قصة عكاشة (رضي الله عنه):

فعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال، قال الرسول صلى الله عليه وسلم : عُرِضت عليَّ الأممُ، فأجدُ النَّبيَّ يمرُّ معه الأمَّةُ، النَّبيُّ يمُرُّ معه النَّفرُ ، والنَّبيُّ يمُرُّ معه العشرةُ، والنَّبيُّ يمُرُّ معه الخمسةُ، والنَّبيُّ يمُرُّ وحدَه، فنظرتُ فإذا سوادٌ كثيرٌ، قلتُ: يا جبريلُ، هؤلاء أمَّتي ؟ قال : لا ، ولكن انظُرْ إلى الأفقِ، فنظرتُ فإذا سوادٍ كثيرٍ ، قال : هؤلاء أمَّتِك، وهؤلاء سبعون ألفًا قُدَّامَهم لا حسابَ عليهم ولا عذابَ، قلتُ : ولمَ ؟ قال : كانوا لا يكتوُون، ولا يستَرْقون، ولا يتطيَّرون، وعلى ربِّهم يتوكَّلون. فقام إليه عُكَّاشةُ بنُ مِحصَنٍ فقال : ادْعُ اللهَ أن يجعلَني منهم، قال : اللَّهمَّ اجعَلْه منهم، ثمَّ قام إليه رجلٌ آخرُ قال: ادْعُ اللهَ أن يجعلَني منهم، قال : سبقك بها عُكَّاشةُ) صحيح البخاري الرقم: 6541
(3)    حرب داحس والغبراء:

 

 

داحس والغبراء هي حرب من حروب الجاهلية وقعت في منطقة نجد بين فرعين من قبيلة غطفان هما: عبس وذبيان وتعد هي وحرب بني أصفهان وحرب البسوس وحرب الفجار وحرب بعاث من أطول الحروب التي عاشها وخاضها العرب في الجاهلية. وداحس والغبراء هما اسما فرسين وقد كان "داحس" حصاناً لقيس بن زهير العبسي الغطفاني، و"الغبراء" فرسا لحذيفة بن بدر الذبياني الغطفاني. كان سبب الحرب هو سلب قافلة حجاج للمناذرة تحت حماية الذبيانيين مما سبب غضب النعمان بن المنذر وأوعز بحماية القوافل لقيس بن الزهير من عبس مقابل عطايا وشروط اشترطها ابن زهير ووافق النعمان عليها مما سبب الغيرة لدى بنى ذبيان، فخرج حذيفة مع مستشاره وأخيه حمل بن بدر وبعضا من أتباعه لمقابلة ابن زهير وتصادف أن كان يوم سباق للفرس. اتفق قيس وحذيفة على رهان على حراسة قوافل النعمان لمن يسبق من الحصانين. أوعز حمل بن بدر من ذبيان لنفر من أتباعه يختبئوا في تلك الشعاب قائلا لهم: إذا وجدتم داحس متقدما على الغبراء في السباق فردوا وجهه كي تسبقه الغبراء فلما فعلوا تقدمت الغبراء. حينما تكشف الأمر بعد ذلك اشتعلت الحرب بين عبس وذبيان، ودامت تلك الحرب أربعين سنة واشتركت فيها العديد من القبائل العربية مع بنى ذبيان مثل قبيلة طيء وهوازن، وهي الحرب التي أظهرت قدرات عنترة بن شداد القتالية، ومات فيها عن عمر جاوز الثمانين عاما إثر سهم مسموم، وانتهت الحرب بهزيمة عبس وانقضاء سطوتهم على يد جيش حذيفة بن بدر الذي دخل ديار عبس بعد هروب قيس بن زهير زعيمهم، وخروج معظم جيش عبس في حراسة قافلة للنعمان بن المنذر بن ماء السماء ملك الحيرة بمائة جندى وترك على أبوابها جيشا قوامه خمسة آلاف فارس. مات في هذه الحرب عروة بن الورد وعنترة بن شداد وحمل بن بدر وعمرو بن مالك ومالك بن زهير، انتهت الحرب بعد قيام شريفين بمبادرة هما الحارث بن عوف وهرم بن سنان المرّيّان الذبيانيان فأديا من مالهما ديات القتلى الذين فضلوا بعد إحصاء قتلى الحيين وأطفآ بذلك نار الحرب، وقد مدح زهير بن أبي سلمى هذا الفعل في معلقته.

للتواصل BAWAZEER8269@GMAIL.COM 
إلى اللقاء في فرصة قادمة إن شاء الله

 

 

اشترك الآن في النشرة الإخبارية

نشرة اخبارية ترسل مباشرة لبريدك الإلكتروني يومياً

العوده للأعلي