الملتقى / شوقي بن سالم باوزير

إِذا هَبَّتْ رِياحُكَ فَاغْتَنِمْها * فَعُقْبَى كُلِّ خافِقَة ٍ سُكُوْنُ
ولا تغفلْ عنِ الإحْسانِ فيها * فلا تدري السُّكونُ متى يكونُ
(البيتان من أبيات الحكمة المشهورة والمختلف في نسبتها لصاحبها؛  فقد نسبا للإمام الشافعي رحمه الله في ديوانه المنسوب إليه (77). وعزاهما صاحب "غرز الخصائص" (303) لأبي الفرج ابن هند. وفي "محاضرات الأدباء" (1/221) دون عزو).
الحياة .. فرص.. وفرصتك الآن هي الحياة

الحياة بحر زاخر.. والفرص فيها بعدد ما فيه من كائنات حية، الأسماك بأنواعها، والحيتان بأحجامها، والقنفذيات والمرجانيات بألوانها، والطحالب والنباتات بأشكالها ...
الحياة صحراء شاسعة، قد تكون خالية من الماء، إلا أنها لا تخلو من الفرص، فرص كالجبال العالية؛ القمم فيها ليست هي الفرص فقط؛ بل ربما تكون هناك فرص على سفوحها أو حتى في صخورها...
الحياة حدائق يانعة، الفرص فيها بعدد تنوع ثمارها، ألوان أزهارها، وعدد أوراق أشجارها..
الحياة كلها فرص ..بل فرصتنا الكبرى هي الحياة.  
يمر على المرء في حياته العامة  أشخاص.....وأحداث .. ومواقف .. ووقائع.. وأفراح.. وأتراح..وأزمات.. وإنجازات .. وقصص.. وحكايات. وكتب .. ومعلومات... كلها مليئة بالفرص.
ولكن السؤال المهم هنا هو: هل تفَكّرنا في الفرص الموجودة في هذا الزخم الهائل؟ 
الحياة.. فرص.
من نواميس الكون تفاوتُ الناس في المراتب والمنازل لتفاوت همتهم ورغباتهم وطموحهم وقدراتهم واختلاف تعاملهم مع فرص في الحياة، لكنّ الهمة العالية هي أفضل طريقة يتعلم منها الإنسان اغتنام الفرص.
إنّ العامل الأكبر في الموقف من الفرص هو رغبة الإنسان من عدمها في اقتناص الفرص.. قال الله تعالى : ( إنها لإحدى الكبر. نذيرا للبشر. لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر)…

نواجه في حياتنا المشكلات ( في العمل.. وفي الحياة الخاصة)؛ وفي الحقيقة فإن المشكلات ما هي إلا مجرد معاناة مع الكثير من الفرص .. وكلما زاد حجم المشكلة؛ زادت المعاناة وزاد معها حجم الفرصة المتاحة لنا فيها.. وقد قالوا ( المشكلات الكبيرة جداً هي في الحقيقة فرص لحلول أكبر)... صدقوا. 
الحياة فرص..
 هذه دعوة للتفاؤل.. لا للتشاؤم  .. يفرق (ونستون تشرشل) بين المتشائم والمتفائل في نظرتهما نحو الفرصة فيقول   : " يرى المتشائم الصعوبة في كل فرصة ، أما المتفائل فيرى الفرصة في كل صعوبة". 
الحياة فرص..
الحياة للعمل.. لا للتواكل .. ولاغتنام الفرص وترقبها .. يقول (عبد الله بن المعتز)  :
" إذا فرصة أمكنت في العدو***فلا تبدأ فعلك إلا بها". 
 الحياة ليست فرصة واحدة .. هناك فرص كثيرة وكثيرة في الحياة.. وليس بالضرورة أن تكون كل الفرص التي أمامنا فرصاً عظيمة.   يقول (هنري فورد) :" لا تنتظر أن تسنح لك الفرصة غير العادية ، بل انتهز الفرص العادية واجعلها عظيمة".
الحياة فرص..
هذه دعوة لاغتنام كل الفرص..  يقول (باولو كويلو)  : "خلقت الفرص لكي تقتنص على الفور ".  نقتنص حتى تلك الفرص العادية التي تتهيأ أمامنا؛ لنجعل منها فرصا عظيمة".
الحياة فرص..

هناك تحذيرات كثيرة كتلك التي تقول :(التردد مقبرة الفرص)، مع إطلاق صيحة تحذير؛ فليس كل الفرص تتوافق مع الدين والقيم والعادات والمصالح على جميع المستويات ...
يقولون : التقاعد أجمل فرصة لتحقيق الذات ...  فاغتنمها.
ذهبت زوجة تشتكي زوجها عند الطبيب.. قالت له : زوجي يتكلم وهو نائم.. ماذا أعطيه؟ قال لها : أعطه فرصة يتكلم وهو مستيقظ.

للتواصل BAWAZEER8269@GMAIL.COM 
إلى اللقاء في فرصة قادمة إن شاء الله