((كيف تتعامل مع شخص ناكر المعروف؟))

((كيف تتعامل مع شخص ناكر المعروف؟))

  • الإثنين 29 نوفمبر 2024
  • 09:36 AM

 

 

الملتقى / شيخة الدريبي 

السعوديه الشرقيه الإحساء


قد يُظهر ناكر المعروف إحساسا بالاستحقاق، معتبر أنه يستحق معاملة خاصة فحين تكون عادة الإنسان نكران الجميل، والإحسان فإن الله سبحانة وتعالى سوف يحاسبه حسابا عسيرا وإذا عجز الإنسان أن يرد الجميل فلا ينكره، ولا يكون كالأعمى الذي ينكر جميل العصى، فعندماأبصر كسرها، إن ناكر الجميل هو شخص لا ضمير له وقلبه مريض، لأنه كان يتمتع بفضل الآخرين عليه، واليوم قد نسى كل ما قدم له طوال سنوات، والمصيبة تكمن في ناكر الجميل بأنه إذا غضب منك نسى فضلك، وأفشى سرك، ونسى عشرتك، وقال عنك ما ليس فيك،.كن كالنخلة الشامخة تعطي بلا حدود، فاللة يردك إليه بلطف دون أن يبتليك بمصيبة،.

كثيرا ما سمعنا وقرأنا عن الباحثين عن الحقيقة، فالحقيقة محبوبة، والبحث عنها بجد وصدق يكسبها أهمية عظمى للناس في الدنيا وجزاء في الآخرة فبالحقيقة وحدها ينتشر الأمل، ويصبح الصدق سائدا، ولا تجد مكانا للكذب والخداع في الافراد وعلى مستوى المجتمع . ولكن حينما يسقط القناع وتنكشف الحقيقة، ترى وجوها عليها غبرة، ترهقها قترة، تحاول أن تتغلغل بين أفراد المجتمع بصورتها السيئة فلا تجد إلا الطرد، فالمتلونون يصعب العيش معهم، وكيف يمكن أن يكون التآلف والوداد مع إنسان كنت تظن أنه الدواء الشافي لجرحك، وصرحك العالي في بنيانك، وحلمك الوردي لأملك، وإذا به يهوى أمامك وتنكشف حقيقته عند سقوط قناعه المختبئ خلفه..

تسقط الأقنعة حينما تصفعك اليد التي كنت تنتظر أن تُمتدّ لك بالعطاء، وحينما تصفعك وقد كنت تظن أنها سندك..وتسقط الأقنعة حينما يتنكر لك من كانت له منزلة في قلبك قد تتجاوز منزلة أقرب الناس إليك..وتسقط الأقنعة حينما يهجوك اللسان الذي كنت تظن أنه لسانك. وتسقط الأقنعة حينما تركلك القدم التي كنت تظن أنها معينك. حينها تسقط الثقة بمن هم حولك، ويتغير حالك،أصبحت تتفحص الوجوه لعلك تكتشف الحقيقة قبل أن يسقط القناع، وهل هذه الوجوه حقيقية أم إنها وجوه من ورق تهوي بها الريح فترميها بعيدا ؟ واذا أردت ان تعرف صدق الوجوه فتأمل في المواقف وأصحابها، سترى حقيقة الوجوه عند حاجتك وفي مصيبتك ..

القناع لا يسقط إلا عند أصحاب الدنيا وطالبي المصالح الرخيصة، والذين بنوا علاقاتهم على أهواء أنفسهم، فهؤلاء أقنعتهم من زجاج كسرها لا يجبر، وأما أصحاب المبادئ الزكية، الذين تربوا على الصدق، فشأنهم معك إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، وتبقى حقيقتهم كما هي لا يسترها قناع، ولا تدنيها مصالح. المواقف هي وحدها من تكشف الأقنعة، والتعامل هو من يكشف لك الحقيقة، فمن رأى صدق الوجوه فليتأمل في المواقف، وليتأمل أصحابها، سترى حقيقة الوجوه عند حاجتك، وفي مصيبتك، وفي مصلحة صاحبك، فبعضهم من يقدم مصلحته على صحبتك، وبعضهم من يتخلى عنك وأنت في أمسّ الحاجة إليه... وقديما قيل:

جــزى الله الشـدائد كـل خير
عرفت بها عدوي من صــديقي

 

 

 

اشترك الآن في النشرة الإخبارية

نشرة اخبارية ترسل مباشرة لبريدك الإلكتروني يومياً

العوده للأعلي