المملكة من حسن إلى أحسن

المملكة من حسن إلى أحسن

  • الجمعة 29 سبتمبر 2024
  • 07:56 PM

 

 

محمد حسين آل هويدي
‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏26‏/02‏/1444هـ؛ الموافق ‏22‏ سبتمبر‏، 2022م.

 

بسم الله الرحمن الرحيم: ... «1فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ ۖ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا «77» ... «81» وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا «82» ... صدق الله العلي العظيم – الكهف.

 

طالما أعطى القرآن الكريم عظات يستفيد منها أهل الحكمة على مر العصور. في الآيات الافتتاحية المباركة يبين لنا القرآن بأن الكنوز تصان إلى أن يحين دورها بوجود من يُحْسِنُ استخدامها. وفي مثل ذلك، مَنّ الله على بلادنا باكتشاف كنوز الأرض في الزمن المناسب مع وجود الظروف المواتية. الحمد لله ربِّ العالمين الذي شمل البلاد والعباد بنعمته الذي اختزنها لحين قطافها المثمر.

 

وهذه من بركات دعوة أبينا إبراهيم الخليل لهذه البلاد منذ آلاف السنين، حيث استجاب الله دعاءه في الزمن المناسب: وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ... [2:126].

 

في 5 شوال 1319هـ الموافق 15 يناير 1902م مكن الله المغفور له بإذن الله، الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود، مؤسس المملكة العربية السعودية، من استعادة الرياض، عاصمة أسلافه مؤسسي الدولتين السعودية الأولى والثانية، وتحرير العباد، الذين فرحوا بمقدمه الميمون واستبشروا به، وجاهدوا معه لتوحيد بلادنا، في السابع عشر من شهر جمادى الأولى عام 1351 هـ الموافق التاسع عشر من شهر سبتمبر عام 1932م.

 

تقدمت المملكة العربية السعودية من حسن إلى أحسن كأمر محسوس وملموس، لا يستطيع أن ينكره أحد، حتى أصبحت من أقوى 20 دولة في العالم، بعد تصدر الدول الإسلامية والعربية والشرق أوسطية في الكثير من المجالات التي تشمل الاقتصاد والصحة والتعليم المستمر لأبناء هذا البلد، مع وجود بنية تحتية راسخة للتقنيات الحديثة، والاتصالات، والبحث، والتطبيق، وغيرها. ومن الأمثلة الحاضرة للتقدم التقني، في عام 2001م، استطاعت المملكة العربية السعودية بناء أكبر حاسوب في الشرق الأوسط وأوروبا، الثاني بعد مركز الأبحاث العسكري في الولايات المتحدة الأمريكية، بقوام 10 آلاف معالج. والحمد لله الذي جعلني أحدَ أعضاء الفريق السعودي الذي شارك في هذا الإنجاز العالمي، إذ اجتهدت دول العالم الأخرى لنقل هذه الخبرات المحلية على أراضيها مستعينة بخبرات سعودية. ولا تزال المملكة تحتضن أكبر الحواسب العالمية التي ساهمت في تطوير البنية التحتية، وتحسين اكتشاف حقول النفط الجديدة ورسم خرائط دقيقة لحدودها، ومن ثم الحفر الأمثل لعيونها، مراعين في ذلك تقليل الخسائر، وتحسين الدقة، والمحافظة على البيئة.

 

ركزت المملكة على بناء البلاد والعباد إذ اهتمت بإرسال أبنائها لأرقى الجامعات العالمية سابقا، وبناء جامعات محلية لاحقا، تعتبر الأفضل في الشرق الأوسط، منافسة للجامعات العالمية الراقية، حيث تحتضن هذه الجامعات المواطنين وطلاب من الجاليات الأخرى التي ترجو الالتحاق بأحد جامعات المملكة. ولم تكتف المملكة بجامعاتها المحلية فقط، ولكنها أيضا أرسلت مئات الألوف من طلابها حول العالم، من الشرق إلى الغرب، يدرسون بلغات عالمية مختلفة.

 

ولا تزال المملكة مستمرة في سعيها نحو تحسين البنى التحتية لكل ما يفيد البلاد والعباد، مثل التخطيط لربط جميع مدن المملكة بشبكات مواصلات مختلفة، على الأرض والجو، وبناء المدن الحديثة الخفيفة على البيئة، مع سعي حثيث لزيادة البقعة الخضراء على أرض المملكة.

 

المملكة العربية السعودية لم تألُ جهدا في تأسيس وبناء ما هو نافع، وأدت واجباتها نحو المواطنين بأكمل وجه. وبقي على المواطنين البارين المساهمة في البناء والتطوير، لتصبح بلادنا من أرقى الدول التي يسعى لها نخبة الناس من جميع أنحاء العالم.

 

قد لا نستطيع اختصار إنجازات هذه البلاد في سطور قليلة، لا تعطيها حقها على أكمل وجه، ولكن نأمل منا ومنكم ومن الآخرين تضافر الجهود، محاولة منا لرد الجميل لهذه البلد العظيمة. وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.

 

 

 

اشترك الآن في النشرة الإخبارية

نشرة اخبارية ترسل مباشرة لبريدك الإلكتروني يومياً

العوده للأعلي