نور المسجد

نور المسجد

  • الثلاثاء 02 نوفمبر 2025
  • 09:33 AM

 

الملتقى /  رياض العوام

 

كان هناك أب حريص على تربية ولده منذ صغره، وكان الولد لا يتجاوز السابعة من عمره.
وكان الأب يشده على الصلاة قائلاً:
“إذا أردت التوفيق ورضا الله ورضاي، فاحرص على الصلاة واحفظ القرآن.”

ومنذ ذلك الحين، التزم الولد بهذه القيم، فأصبح حافظًا للقرآن، محافظًا على صلاته، وعاش حياته ملتزمًا بما غرسته فيه يدا والده من حب الله والطاعة.

مرت السنوات، وعندما بلغ الولد ستة عشر عامًا، فقد والده، فبات مسؤولًا عن نفسه وعن والدته.
بدأ يبحث عن عمل ليعيل نفسه، لكنه لم يجد وظيفة بسهولة، فتوجه إلى إمام المسجد طالبًا المساعدة، فقال له الإمام:
“أنت من حمام المسجد، سأساعدك.”

وبالفعل، تدخل الإمام وسعى له، فحصل على وظيفة مع الاستمرار في دراسته الثانوية، ثم الجامعية.
وعندما أنهى تعليمه الجامعي، ساعده الإمام في الحصول على وظيفة أفضل، مستفيدًا من معرفته الواسعة بالناس في المدينة.

ومرت الأيام، وقرر الولد الزواج.
وعندما طلب والد الفتاة مهرًا قدره 50 ألف ريال، عاد إلى الإمام طالبًا النصيحة، فقال له:
“سأساعدك لأنك من حمام المسجد.”

أخذه الإمام إلى أحد التجار وساعده في الحصول على مبلغ 70 ألف ريال، فتزوج الولد بزوجته وفرّش بيته بسعادة وراحة.

وفي لحظة تأمل، تذكر والده وقال في قلبه:
“الآن أفهم لماذا حرص والدي على أن أحافظ على الصلاة وأحفظ القرآن.”

وهكذا أثبت الولد أن التربية الصالحة، والالتزام بالدين، والصبر على المصاعب، هي طريق النجاح الحقيقي في الحياة.

 

اشترك الآن في النشرة الإخبارية

نشرة اخبارية ترسل مباشرة لبريدك الإلكتروني يومياً

العوده للأعلي